احد داعمي الرئيس الموريتاني يعلن وقوفه ضد التعديلات الدستورية -صورته

أحد, 16/07/2017 - 07:49

أجزم أنني ضعيف الذاكرة.. ولذلك فكل ما تبقى معي من جميع خرجات الرئيس محمد ولد عبد العزيز هو جملة واحدة (لقد جن ولد الطايع جنون العظمة بسبب محيطه الذي صور له حكمه بالإلهي، فلم يبق أمامه إلا أن يصرخ في الناس أنا ربكم الأعلى)، لقد شدتني تلك العبارة إلى الرجل فتعلقت به ودفعت أعواما من عمري – غير نادم عليها- دفاعا عنه وعن برنامجه الطموح.

نعم فعلت ذلك باقتناع تام، غير أنني منذ فترة بدأت ألاحظ أن محيطه هو بدأ يلعب ذات اللعبة التي لعبها حاشية ولد الطايع فباتوا يصورون له نفسه وللناس بأنه خلق من طينة أخرى غير ذات الطينة التي خلق منها مواطنو بلده، وبأن الكرسي الرئاسي صنع إذ صنع على مقاس واحد لا يناسب سواه.. وأخشى ما أخشاه أن يكون قد صدقهم.

لقد حكم الرئيس الرمز محمد ولد عبد العزيز البلاد لمأموريتين متتاليتين هما أقصى ما يمنحه الدستور الموريتاني للرئيس أيا يكون، وآن له كما لكل فارس أن يترجل.

مأموريتان بالفعل تحول فيها البلد من مملكة شخصية آيلة للسقوط في مزبلة التاريخ، إلى وطن يعم خيره الجميع – وإن كان هناك من يرى غير ذلك-، مأموريتان إن لم يزد عليهما بثالثة فستبقيان محفورتان في ذاكرة الأمة..

لست ضد استمرارية النظام، فالنظام ساهم – غصبا عن المشككين- في كتابة تاريخ مجيد جديد لأمة كادت حاشية السلطان القديم أن تعصف بكينونتها أدراج الرياح، ولأنني مع استمرارية النظام فإنني أرجو  أن يعيد الرئيس وأركان حكمه النظر في واجهته التي لم يعد لها ما تتقرب به من الرئيس إلا محاولات زعزعة النظام نفسه وتغليب الأنا على تفكير الرئيس وتغييره من باحث عن المصلحة العامة إلى متقوقع على الذات وعابد لها على حساب القسم والدستور وفكر صناعة نظام يضمن استمرارية المكتسبات.

إن الوطن لا يحتاج رجلا فانيا وإن طال عمره، بقدر ما يحتاج نظاما ضامنا لاستمرار المكتسبات حتى ولو كان نفس الرجل أو أفكاره من يسيره عن بعد أو حتى عن قرب، والنظام لا يحتاج منافقين يؤلهون الرئيس بكلمات حق أريد بها باطل، بقدر ما يحتاج مفكرين يقيمون الواقع بأمانة، ويرسمون استراتيجيات للمستقبل بحكمة ومسؤولية.

"إني لكم نا صح أمين" إن كنتم تحبون الناصحين...

بادو ولد محمد فال امصبوع