فرنسا: أزمة في حزب اليمين المتطرف بسبب طبق “كسكسي

اثنين, 18/09/2017 - 18:57

أثار فيديو للنائب الفرنسي فرانسوا فيليبو المنتمي إلى حزب الجبهة الوطنية ( يمين متطرف) الذي تقوده مارين لوبان، وهو يتناول طبق كسكسي جدلا واسعا في أوساط هذا الحزب، خاصة وسط صقوره، الذي رأوا في هذا الفيديو انحرافا خطيرا عن مبادئ وتوجهات الحزب، المعادي عادة للعرب والمسلمين، إلى درجة سميت القضية ب”كسكسي غايت” نسبة إلى فضيحة “واتر غايت” الشهيرة التي أدت إلى سقوط الرئيس الأمريكي الأسبق ريشارد نيكسون.

كل شيء بدأ يوم 13 سبتمبر/ أيلول عندما التقى النائب فرانسوا فيليبو الذراع الأيمن لمارين لوبان رئيسة حزب الجبهة الوطنية مع أصدقاء وأعضاء في الحزب بمطعم في مدينة ستراسبورغ، وقد سارعت كيلي بيتيش المناضلة الشابة في الجبهة إلى نشر الصورة في حسابها على موقع تويتر، مخلدة تلك اللحظة، وإضافة تعليق يقول:” أفضل كسكسي في ستراسبورغ”، وهي الصورة التي أشعل نار الغضب وسط الحزب اليميني المتطرف، وليتحول فيليبو فجأة إلى خائن وعميل لأنه استمتع بطبق مغاربي، في نظر صقور الحزب المتطرف، الذين يرون أن الخط السياسي للجبهة الوطنية بدأ يتحول، منذ رحيل المؤسس جان ماري لوبان، وخلافته من طرف ابنته مارين لوبان، والذين اعتبروا أن التصرف الذي قام به النائب هو استفزاز جديد لمشاعر أعضاء الجبهة الوطنية، بالترويج لأطباق غير فرنسية.

وسارع المقربون من النائب المتهم إلى الرد على الاتهامات التي أخذت شكلا سرياليا، فقالنت القيادية في الحزب أميلي دوروشال أن مدينة نيس لم تكن قد أصبحت فرنسية في حين أن الجزائر كانت فرنسية، وأن طبق الكسكسي كان فرنسيا قبل أن يكون طبق “البيسارلديار” فرنسيا.

واضطر النائب فرانسوا فيليبو أن يخرج بنفسه للدفاع عن تناوله طبق الكسكسي، مؤكدا أن الذين هاجموه بسبب تناوله هذا الطبق حمقى، وأن طبق الكسكسي أحضره الأقدام السوداء  إلى فرنسا، والمقصود به الأوروبيون الذين كانوا مقيمين في الجزائر خلال فترة الاستعمار الفرنسي لها، وأن ما حدث من ضجة أمر مؤسف ومحزن، ولكن ذلك لن يمنعه من تناول الكسكسي مرة أخرى.

وسخرت الكثير من وسائل الإعلام الفرنسية من هذا الجدل العقيم، معتبرة أن مستوى النقاش السياسي تقهقر كثيرا، بما أن طبق كسكسي أثار كل هذه الضجة، والأغرب، حسبها، هو أن إثبت الوطنية أصبحت مرتبطة بإثبات أصول طبق الكسكسي، وأنه من الضروري على السياسيين مستقبلا أخذ الحيطة قبل تناول طبق “سوشي” في أي مطعم ياباني.