الكلمة الحرة للعبيد السابقين (2)

اثنين, 25/12/2017 - 18:27

يتمتع العبيد السابقون في هذه الآونة، بعد سنوات من المعاناة والإذلال والحرمان، بالحرية المسلوبة، مستأنفين حياة جديدة، بفضل العمل المشترك الذي يقوم به الانعتاقيون، بالرغم من العراقيل الجديدة التي تلوح في الأفق.

نعم، يجب عليهم اليوم، بعد أن استعادوا كرامتهم، كسب رهان العيش الرغيد و التكفل الذاتي و الحصول علي منزل جديد وعلي الأوراق المدنية.

لا شك أن الصعاب تكمن في هذا المسار التحرري، بالنسبة لأولئك الأشخاص، بعد الاستفادة من الإسعافات الأولية، في تجاوز حواجز أخرى، حيث يجب عليهم تعلم كل شيء والسعي من أجل البقاء في عالم جديد.

وهنا، يجدون أمامهم، آمالا واعدة ومشاريع عديدة. إننا نتيح لهم الفرصة لسرد ماضيهم المؤلم وحياتهم الحالية كرجال ونساء أحرار، بالتعبير عن أحلامهم وعن الآفاق المتوفرة.

ورغم أن الفرص كثيرة، إلا أنها تصطدم لدي المتحررين الجدد، بوصفهم أشخاص لا يتمتعون، علي الأقل، بأي تكوين مهني، الأمر الذي يجعل دمجهم في الحياة النشطة أكثر تعقيدا و صعوبة.

ومن ثم، كان من اللازم السعي من أجل إدراك الرأي لهذه المآسي، من خلال شهادات مؤثرة ومدهشة، وبعيدا عن كل تصرف عدائي، حول حقائق تركت بصماتها علي مواطنينا. وبالطبع، حين تنطق الألسنة، تصدح الكلمة الحرة للعبيد السابقين.
 

امباركة منت امبارك

اسمي امباركة منت امبارك، ابنة خيداما. لقد عملت راعية  طيلة حياتي الاستعبادية.  فأقوم، عند عودتي في المساء، بحلب الماشية وطهي الطعام و تقديمه وتنظيف الخيمة.

 

وكنت أتعرض رغم كل ذلك، عندما تكون الأمور علي غير ما يرام، إلي السب و الإهانة من قبل أسيادي،  عندما أنسى أو لم أسرع بالقيام ببعض الاشغال او حين أرد على زوجة سيدي.

 

أنني لا أدري متي جئت مع الأسرة، لكنني اعلم انني اصبحت ادرك عندها.

 

إن وتيرة عملي أو معاملتي، لم تتغير أبدا، منذ طفولتي، عندما غادرت موطن أسيادي، .

فلم أتناول قط  الطعام معهم، كما كان سيدتي، غالبا ما يلتحق بي في الأدغال، يتحرش بي و يغتصبني.

 

ان ثلاثة من أطفالي الأربعة، امبارك سالم،  لغظف، امبيريكة و عيشة، من صلب سيدي واخوته  [الا انهم يرفضون الاعتراف بكل أولئك الأبناء].

 

كان أسيادي يقدمون لي ثيابا جديدة ثلاث مرات في السنة ولم يؤذنوا لي أبدا بلقاء أشخاص آخرين أو بالذهاب إلى الحفلات.

 

فاليوم، لم تعد تربطني بهم أي علاقة.

وقد حاول سيدي في البداية، اعطائنا المال، من أجل العودة معه إلى القرية، الا أن أمي خيداما، رفضت. [...]

 

ان العلاقة التي تربطنا مع منظمة نجدة العبيد علاقة أخوية، وفقها الله في مسعاها الطيب، حيث انها قدمت لنا يد المساعدة كما رافقنا [...].

 

 

ان أسيادي هم أهل برادة ابوه ولد بنه، ينج ولد بنه، مريم منت اسويد وزوجة سيدي محمد، مريم منت بونه، عيشه منت الحسن، زوجة ابوه، النوها منت المختار، زوجة إطول عمر، اميجه منت اسويد، زوجة منينج وفاطمة و فاطمه

يحيى.

إنني أريد أن يكون لي بيتا وأن يحظى أبنائي بالتربية كما أحب أن أتعلم. فعلا، أنا حرة اليوم.

ان ابنة عمتي لا تزال مستعبدة وأعتقد أنني سأقدم شكوى من اجل تحريرها من كل أشكال المعاناة التي تتعرض لها.

 

لقد التحقت بمنظمة نجدة العبيد، رغبة مني في العيش الكريم و التعلم و من أجل لتحمل المسئولية وغير ذلك.

 

لقد قدمت شكوى ضد كل أسيادي السابقين كما سأسعى للحصول علي حقوقى و حقوق ابنائي، رافضة كل الاغراءات، مالية كانت أو عينية.

 

انني لن أنسى أبدا تلك المآسي التي عشناها، أنا و ​​أختي، بعيدا من أمنا.

 

فاطمه منت زايدة

"كنت جالسة، حين قدم الي في الأدغال أخي، إدوم [الممثلية المحلية لمنظمة نجدة العبيد] و المعلوم، مرفوقين بالدرك، [في بلدة أوتيد الطلحاية، في ضواحي انبيك لحواش] . كنت أرعى الماشية و كنت في ثياب رثة وشبه عارية، .

 

انني أحمد الله علي ذلك اليوم، الذي مررنا فيه بالمخيم لأخذ أبنائي. إني ام لأربعة اولاد، بقي واحد منهم مع والدتي.

 

ففضلا علي حراسة الغنم، كنت ازاول اعمال عديدة، أدق الزرع  في الهاون، أغسل الثياب و أطهي الطعام.

 

وعندما أستيقظ في الصباح، اقوم بحراسة الماشية و في الليل، عندما أعود من الأدغال، أتولي القيام بكل الأعمال المنزلية.

 

 فلم تعد هناك الفاظ قذرة ومهينة، الا وسمعتها. إلا انني لم أتعرض أبدا لاعتداء جسدي.

 

كانت ثيابي بالية، حيث أنني ارتدي ملحفة واحدة كل سنة كما آكل بمفردي، إلا إن شدة التعب تجعلي لا اهوي علي تناوله.

 

كنت أسكن في مأوى مكون من ثلاثة اعمدة مغطاة بثياب رثة، وهي الحالة السائدة لكل العبيد الذين يعيشون نفس الأوضاع التي ذكرت.

 

ان هؤلاء الاسياد لا يخشون الله ولا يخافون الناس. انهم يقدرون علي فعل كل شيء. وان كنت ارفض شخصيا أن أضرب، فهناك من يتعرض لذلك. لقد رأيت أمى تتعرض للضرب.

 

أنني لم أري من بعد أسيادي، منذ أن غادرت. وكان ابنهم، يحفظو، يأتي الينا بالمال و بالملابس للأطفال، رغم وضع والده في السجن.

 

لقد تمت المصالحة بفضل أخي ولو كنت أنا المسؤولة عن الاتفاق، لما قبلت أبدا.

ولله الحمد، تخلصت، أنا وأخي، بفضل المنظمة من العبودية، كما أتابع دروسا في فصول محو الأمية.

فاليوم، احضر الزرع للاسر و اقوم بالاعمال التي تعود علي بالنفع كما تعلمت تحضير الكسكس من اجل بيعه.

 

إن اسيادي السابقين ينتمون إلى أولاد داوود: اخليهن ولد حيماو، السيد داوود وابنه عبد الله ولد اخليهن، لبيظ ولد ميماد، أخو السيد، تحمه منت حيماد، محمد ولد حيماد .

 

وكان ابن السيد عبد الله، يؤرقني كثيرا و يسبنا و ويمارس كل الضغوط علينا.

 

كنت أتمنى لو زج به في السجن. فهو الذي أخذ ابني وكلفه بحراسة الماشية كما كان اسوء  بكثير من أبيه.

انني اود اليوم وانا طليقة حرة، أن امارس التجارة و أن يكون لي مسكنا و أنشطة مدرة للدخل.

 

ان والدتي ضعيفة وتحتاج أن أعتني بها، بينما يذهب الأطفال إلى المحظرة.  انهم لم يحصلوا بعد علي أوراق الحالة المدنية وحتى أنا، فليس لدي وثائق بعد [...]

 

لقد تم الإفراج عن سيدي بعد سنة قضاها في السجن.  كنت أتمنى له مكث هناك حتى نحصل علي حقوقنا في التعويض. فكل ما أعطاه كان زهيدا : ثلاثة ملايين وخمسمئة ألف أوقية كتعويض لأربعين عاما من الاستعباد.

 

 

فانا هي من عاني كل هذه العقود و من غير المعقول ان ابدي أي تعاطف معهم. انني لم اكن متفقة مع أخي كما انني لم ارضي قط بالمصالحة.

السالمة

"لقد هربت، انا و ابني قبل خمس أو ست سنوات، الا ان أختي رفضت أن تأتي معنا. ان ابنائها يوجدون هناك [في باسكنو].

 

كما انه لم يتم توقيف الاسياد الذين كانوا يختبئون. انهم لم يعلموني أي شيء. ما أقوله حقيقة لا جدال فيها.

 

فلم يكن ما اسكن فيه غير قطعة رضية شاغرة. وزيادة علي ذلك فاني غير مقيدة في سجل السكان رغم المحاولات  اليائسة العديدة التي قمت بها من اجل ذلك، لكنهم طلبوا مني أن احضر والدي الذي توفي منذ زمن.

 

ان مشكلتي الأولى هي الحصول على أطفالي. أنني لا أعرف كم عندي من سنة. لقد اكتمل عقلي عند اؤلئك الأسياد و كان أبي مع أسياد آخرين.

 

اننا كنا مشتتين بين عدة أسر. أنني لا أعرف كيف أدي الصلاة و الشيئ الوحيد الذي أتقنه هو حراسة الماشية.

 

إدومو ولد اعبيد، نقطة الاتصال لمنظمة نجدة العبيد في باسكنو

"إني أحارب العبودية، بشكل سلمي منذ اليوم الذي قررت فيه ذلك النضال الحقوقي[...] فكنا نخبر الدرك بوجود الاسياد المشهورين، عند مقدمهم إلى أسواق المعارض.

 

فيتم احيانا توقيفهم و نقلهم الي النعمة، لكنهم لم يتعرضوا ابدا، باستثناء حالة او حالتين، الي العقوبة.

 

وهناك قضية قد انتهت بالمصالحة، الا ان المال الذي كان يستوجب دفعه لم يصل الي جيوب الضحايا السابقين.

 

ويصل عدد الملفات المتعلقة بالاسترقاق المرفوعة لدي النيابة إلى 113 حالة استعباد، إلا ان التهاون المنتشر في كل المستويات، جعلها تراوح مكانها دون تقدم.

 

ان العبيد يعانون كثيرا، حيث انهم يجهلون كل شيئ حتي انهم لا يعرفون كيف يقومون بتأدية واجباتهم  الدينية.

 

ففي بعض الأحيان يتلقى الضحايا السابقون المساعدة، لكن غالبا ما يتم، تجاهلهم خلال عمليات التوزيع.

فهم محرومون من كل شيء من قبل الأعيان والمنتخبين الذين هم، دون استثناء، إقطاعيين و استعباديين.

 

 

فاطمة منت حمادي

لقد تم تحريري في الاصل، بفضل أخي حمو. انني لا أستطيع عفو ضرب الأطفال والعمل القسري والعنيف، اثناء المطر و في البرد وفي العواصف.

 

الله يعلم أنهم صرخوا في أذني بكل الألفاظ القذرة و المهينة، سواء كنت في حراسة الماشية، في المطبخ او عند الخروج  لجلب الماء.

 

 

الا كنت، اطيع كل الاوامر، دون مبالاة لما أخضع له من القسوة.

 

اقوم برضاعة و استجمام ابنائهم، بالتنظيف و الطهي و لا يمكنني ابدا، الخلود الي النوم ولو كنت مريضة.

 

كما كانوا يقوم بضربي، كلما ضاعت الماشية و ينعتونني بالألفاظ المهينة، إن تأخرت في بناء الخيام وتارة يضربونني بشهاب من نار [تظهر ندبة في ركبته اليسرى].  كما وصفوني بألقاب لا أستطيع قولها مرة أخرى.

 

نعم، لقد تعرضت للضرب والحرق لكنني لم أتعرض أبدا للإساءة الجنسية. [...]

 

فاليوم لم يعد لي أي علاقة مع مولاي السابق. وأتمنى ان يعاقبوا بالسجن لأكثر من سنة، لأن هذا الحكم لا يكفي.

ان منظمة نجدة العبيد تقدم لي كثيرا من الخدمات، تعطيني المال و تساعدني أنا وأبنائي، كما ترافقني عند القيام بالاجراءات للحصول على حقوقي. [...]

 

 أسيادي هم سيدي محمد بونا بونه حمنه ولد بونه [في السجن]، فاطمة منت سيدي إبراهيم، جار ولد سيدي محمد بونه، ولد سيدي ولد بونه و غيرهم من الأبناء.

 

اني ارغب في شراء قطعة أرضية وبناء منزل و الحصول علي قطيع من الأبقار والماعز و علي عربة وحمير.

 

ان لدي فتاة كبيرة، متزوجة اسمها الطاهرة و ابن يزاول عمل غير دائم و بنات وولد، يذهبون إلى المدرسة.

 

إني أأمل في أن ينجحوا ويحصلوا بعد كل شيئ على أوراقهم المدنية. [...]

 

لقد جرت المحاكمة وكان قرارها هو السجن. ولو كانت هناك فرصة للطعن، لوافقت علي ذلك : أنني لا اريد اكثر من تعويض منصف ".

 

السعادة منت مبروك

"اني اتذكر العمل الذي انجزته لجنة قدمت الي تجمعنا السكني (امزيريك)، قرب باسكنو. لقد انتاب "البيظان" الخوف، فاعطوني حمارين  وستة من الماعز.

 

 [كانت اللجنة الآنفة الذكر تابعة لمنظمة نجدة العبيد وكانت مرفوقة بأخي و دركيين].

 

بدأ كل شيء منذ ذلك اليوم. لقد أرسلوني إلى الأدغال كما ارسلوا سيدتي أيضا.

 

إن حياتي كمستعبدة تميزت بسوء المعاملة، بضربي و ضرب ابنائي الخمسة: ثلاث بنات وولدين.

 

أصغر البنات شايا تبلغ سبع سنوات؛ فاطم تسعة تقريبا؛ لاله فاطم، أحدي عشر؛ بركه، اكبر من لاله فاطم بسنتين و ابني البكر، اخويبر.

 

 لست متأكدة، لكني أعتقد أن الأبناء يوجدون في باسكنو ويعملون في انتاج وتجارة الفحم.

 

كنت وأنا طفلة صغيرة جدا، اسير خلف الماشية و أقوم بطهي الطعام وطحن الزرع و جلب الماء وحلب الأبقار والإبل والماعز كما كنت ارعاها مع الضأن من الفجر حتى وقت متأخر من الليل.

لم تكن لي علاقة مع أي شخص من أسرتي. كانوا يقولون لي أن أمي قد توفيت. وها أنا اليوم، أعيش معها. انها حية ترزق.

 

كما تزوجت لفترة قصيرة واليوم انا مطلقة. انني  أعرف أين يوجد أبو ابنائي. انني لم أتعرض للعنف الجنسي.

 

لقد بدأت وانا صغيرة جدا في تعلم القرآن، احمل لوحي معي اثناء سيري خلف الماشية، لكن ذلك لم يدم اكثر من أسبوع، بسبب قرار أسيادي المفاجئ بتوقيف التدريس.

الا انني تعلمت كيف أدي اصلي وكنت أقوم بذلك الفرض طوال اليوم، اثناء حراستي للماشية في الأدغال.

 

 ان أسيادي لم يكونوا لطيفين معي. كما كنت لا استفيد من اللباس الا مرة واحدة في السنة، مما جعلني اضطر للبحث عن ثياب لابنائي.

 

كنا لا نتناول الطعام إلا في المساء، كما كنا لا نحظى بمخصصات غذائية . بل كنت احتفظ  لنفسي بجزء مما أحضره من الاغذية للأسياد.

 

إنني لم ألتقي بأحد منهم منذ مغادرتي منزلهم، وحتي أني لم أسمع عنهم خبرا.

 

ان المنظمة  تعطينا المال، مما يتيح لنا امكانية البيع والشراء، كما توفر لنا من وقت لآخر، بعض المواد الغذائية [الأرز والقمح والزيوت]، مما يساعدنا في التصدي لمتطلبات الحياة المعيشية. واعني هنا منظمة نجدة العبيد التي  تساعد ضحايا الاسترقاق.

 

 

أود، في المستقبل، ان امارس مهنة البيع و الشراء و ان أحضر الكسكس لتسويقه، كما ابيع في الوقت الحالي، البسكويت والحلويات  وعلب الكبريت والولاعات.

 

انني أعيش الآن حياة أفضل من ذي قبل، كما أقيم مع أمي التي زعموا انها توفيت.

 

ان ما كنت اتعرض له من المشاق، مع أسيادي، لا يعتبر عيشا، حيث أجدني  بين السماء والأرض، اركض من الصباح حتي الليل.

 

 اما الآن، فكل شيئ مختلف : أنني طليقة و بخير.

لقد تركت الماعز والحمير التي استلمت من أسيادي لخالاتي. لقد طلبت بارسالها الي في النعمة،، لكن الشخص الذي كلف بالمهمة، باعها و اختفي بالمال.

 

ان اسيادي ينتمون الي قبيلة أولاد داود، من أهل بورادة: سيدي محمد ولد عثمان وزوجته مينة منت محمد و ابنائهم أحمد، خطري، فاطم، لالة فاطم، الشيعه، ليلي، مريم و امريم.

 

 لقد قدمت شكوى لدي العدالة اطالب فيها حقوقي.

 

كما أريد أن استرجع ابنتي فاطمة التي ما زالت مع أحمد ولد إهل عثمان، شقيق سيدتي.

 

ان وضعتي الحالية تجعلني اشعر بالارتياح كما، تمكنت، انا و أمي من الحصول علي أوراقنا المدنية، إلا إن أبنائي لا يحصلوا بعد علي وثائقهم الثبوتية.

 

خيناثا، جدة لالة عيشه منت محمد

لقد بقيت لاله عيشة يوما مع السيدة، لاله عيشة منت الكلة ولد عبد الوهاب، في كوسمارا. وكانت أم لاله عيشة مستعبدة من لدن أهل عبدو الوهاب، وهي احدي قبائل أولاد داود.

 

كانت البداية، شجار بين الأسرة وعبيدها. فاتصلت الجدة عبر الهاتف علي ابنها. و تستطرد قائلة :

 

 "سرنا مشيا علي الاقدام حتي  كاسالا، حيث اقدم علينا ابني ليأخذنا معه إلى باسكنو.

وصلت أنا وأختي سترة الي باسكنو حيث وجدنا داده، احدي بناتي، التي أنجبت هنالك لاله عيشة.

 

الا أن السيدة لاله عيشه، جاءت لتأخذ معها الصبية، التي تحمل نفس الاسم، بعد وفاة أمها داده.

فقام الجيران، وهم من لحراطين (عبيد سابقين)، بالتنديد بذهاب الطفلة مع السيدة، حيث التحقت بهما منظمة نجدة العبيد و فرقة من الدرك، و احضرتهما أمام النيابة العامة بالنعمة  .

 

اني أتذكر جيدا، حين ذهبنا مع لاله عيشة في السيارة، حيث طلبت مني مرافقتها إلى كوسمارا، التي لم ألبث فيها الا يوما واحدا، بعد ان قدم الدرك و اخذوني معهم، انا وحفيدتي.

 

كما  طلب الدرك من السيدة لاله عيشة، ان تأتي معهم، حيث أوصلونا جميعا الي مركز الدرك.

فمنذ قصة النعمة والمحكمة، علمنا أنها عادت مرتين إلى النعمة.

فاطمة تتدخل لتقول : "لدي إخوة وأخوات: الشيخ عيسى، أكنيدا وداداه؛ الذين يعيشون معي، رفقة جدتي.

 

 إنه لم يتم تقييدها بعد. إنني أذهب إلى المدرسة واطمح في المستقبل، أن أصبح عاملة في منزل، من اجل كسب المال ".

 

وتعاود الجدة لتقول : "اننا لا نريد غير السلام. فبالله، عليها أن تتركنا وسبيلنا، تتركنا في سلام".

 

 

اميمه منت عبدالرحمن (حوالي 80 سنة، مريضة وعجوزة تقريبا)

اسمي اميمة منت عبدالرحمن. كنت في أزماط، (قرب باسكنو)، مستعبدة من لدن اهل بونه ولد أرشاك.

 

وكان اسيادي يدعون أرتشاك ولد بونه وزوجته، و النانه منت سيدي محمد بونة.

وكان شقيق سيدي، سيدي محمد ولد بونه، متزوجا بفاطمة منت سيدي إبراهيم.

 

كنت اعمل لدي اسيادي كراعية كما كنت اطهي الغداء وأقوم بكل الأشغال المنزلية الأخرى.

 فأنا هي من حمل وارضع و اعتني بكل أبنائهم.

 

ولما أصبحت ضعيفة ومسنة، تجنب اسيادي الحديث معي وتركوني في جانبا.

فاتصلت بابني، الذي قدم ليأخذني معه إلى منزله في النعمة.

 

كان اسيادي يعاملونني كما يعامل العبيد، لكن دون عنف.

 

كانت سيدتي تأتي الي أحيانا، لتدق معي الزرع. إنهم أناس طيبون، الا ان الحياة الحقيقية، هي التي أعيش هنا مع ابني.

 

انني لن أعود إلى هناك، مهما كلف. ان العيش مع الاسياد لا يضاهى أبدا العيش هنا، مع ابني.

 

إنني لم أقدم شكوى. لقد سلمي أسيادي، عند الذهاب رفقة ابني بعض المال، لكن لا أتذكر المبلغ. ان علاقتي مع عائلة سيدي جيدة كما ان ابنه قدم هنا لرؤيتي.

 

وبالطبع، علاقتي مع منظمة نجدة العبيد جيدة هي الاخري. اني أشكرهم على كل الجهود التي بذلوها من أجلي. أنها تريد بي كل الخير.

 

لقد تركت ورائي، لدي أسيادي، أختي ميمونة و أبنائها سيد محمد، داداه ومبروكة وهينه والطاهرة.

 

انهم لا زالوا كلهم  مستعبدين لدي آرشا].

 

انني لا املك أي أوراق مدنية و ليس لدي سوى ابن واحد [سيدي ولد محمود].

 

لقد امضيت حياتي كلها في الأدغال. وإذا كان أحد يريد أن يأخذني إلى سيدي محمد، فلن أقبل ذلك، الا انني قد أدي زيارة له.

 

 

 

 

إتيام مامادو

تم انجاز الملف في اطار مشروع: "حرية، قانون وعدالة: محاربة  الرق عن طريق النسب في موريتانيا" بالوزارة الخارجية الأمريكية.