هروب كارلوس غصن بـعملية هوليوودية تليق بجيمس بوند

خميس, 02/01/2020 - 12:47

جدد هروب الرئيس السابق لتحالف رينو ـ نيسان، كارلوس غصن، اللبناني الأصل، من اليابان حيث كان ينتظر مثوله للمحاكمة عن اتهامات بارتكاب مخالفات مالية، انتقادات دولية للنظام القضائي الياباني الذي يطلق عليه «عدالة الرهائن»، غير أن الهروب الجريء فتح باب الحديث عن تشديد القيود على المتهمين. وقال غصن إنه «هرب من الظلم»، وإنه لن يصبح بعد الآن رهينة لنظام قضائي فاسد في اليابان. وراجت أخبار بأن كارول زوجة كارلوس غصن دبرت عملية تهريبه.

ووصفت جريدة «لوموند» الفرنسية العملية بأنها «تليق بجيمس بوند»، وأفادت بأن كارول دبّرت هرب زوجها من اليابان إلى لبنان، بمساعدة إخوة لها لديهم علاقات ممتازة في تركيا، وأكدت أن قرار الفرار اتخذ بعدما أصيب غصن بالهلع جراء وصول معلومات للسلطات اليابانية من مصرف سويسري ومن «الجهات الضرائبية» في «فيرجين آيلاند» ومن دبي. وقالت الصحيفة إنه جرى تهريب غصن على متن طائرة سرية متجهة إلى تركيا.
وجاء هروب غصن من اليابان بعد أسابيع من التخطيط من قبل شركاء له حسبما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال». ونقلت الصحيفة عن أشخاص قريبين من الحدث، أنه تم تشكيل فريق لتدبير عملية هربه، ونفذوا الخطة نهاية الأسبوع الماضي.
وكتبت الصحيفة أن غصن هُرِّب من مقر إقامته في طوكيو المراقب من قبل المحكمة إلى طائرة خاصة نقلته إلى تركيا ثم واصل رحلته إلى لبنان.

وتفيد مصادر الصحيفة بأنه التقى زوجته كارول هناك التي لعبت دوراً كبيراً في عملية تهريبه. وفي رسالة إلى صحيفة «وول ستريت جورنال»، وصفت السيدة غصن وصول زوجها الى بيروت بأنه «أفضل هدية في حياتي».
وتحدثت الصحيفة وتقارير إعلامية أخرى أن غصن وصل إلى لبنان عبر تركيا، مستندة في ذلك على بيانات موقع «فلايت رادار 24» والتي يظهر فيها مغادرة طائرة خاصة من أوساكا في اليابان إلى إسطنبول في تركيا، وأخرى غادرت صوب لبنان في المدة الزمنية ذاتها التي قيل إن غصن وصل فيها إلى لبنان.
وقال مصدران مقربان من غصن أمس الأربعاء، إنه التقى الرئيس اللبناني ميشال عون بعد فراره من اليابان، حيث قامت شركة أمنية خاصة بتهريبه رغم صدور قرار يفرض عليه الإقامة الجبرية.
وقال أحد المصدرين إن الرئيس عون استقبل غصن بحرارة يوم الإثنين بعد وصوله إلى بيروت قادما من اسطنبول على متن طائرة، مشيرا إلى أن غصن صار يشعر حاليا بالابتهاج والأمان والقدرة على المواجهة.
وقال المصدران إن غصن وجه الشكر لعون خلال لقائه به في مقر الرئاسة، على ما حظي به هو وزوجته كارول من دعم أثناء فترة احتجازه. وأضافا أن غصن حاليا في حاجة إلى حماية وتأمين من الحكومة بعد فراره من اليابان. ونفى مستشار إعلامي في مكتب الرئيس لقاء عون مع غصن.
وقال مسؤولون لبنانيون إنه لا حاجة لاتخاذ إجراءات قانونية ضد غصن لأنه دخل البلاد بصورة قانونية وبجواز سفر فرنسي، رغم أن جوازات سفره الفرنسية واللبنانية والبرازيلية بحوزة محاميه في اليابان.
وقالت وزارتا الخارجية الفرنسية واللبنانية إنهما ليستا على دراية بظروف وملابسات سفر غصن.
وكان غصن قد اعتقل في التاسع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2018، في العاصمة اليابانية بعدما وصل من بيروت بطائرة خاصة، واستمر حبسه لمدة 4 أشهر حتى أقرت المحكمة في نيسان/ابريل من العام الماضي الإفراج عنه بكفالة، وظل يعيش في طوكيو منذ ذلك الحين.
وقال كولن جونز الأستاذ في كلية دوشيشا للقانون في كيوتو، إنه لا توجد معاهدة لتسليم المجرمين بين اليابان ولبنان.
وأضاف «أتوقع أن تتزايد صعوبة الإفراج عن المتهمين الأجانب بكفالة». وتقول مصادر لموقع هيئة الإذاعة والتلفزيون الياباني، إن وكالة خدمات الهجرة اليابانية أفادت بأنه لا يوجد في سجلاتها ما يدل على مغادرة غصن للبلاد.
وتوقع مسؤول ياباني رفيع المستوى، أن تجري بلاده محادثات مع لبنان عبر القنوات الدبلوماسية حول فرار كارلوس غصن من طوكيو إلى بيروت.
وأوردت وكالة أنباء بلومبرغ الأمريكية أن تصريح أمس يمثل بعض المؤشرات المبكرة حول الكيفية التي تخطط طوكيو للرد بها، بعد أن قام غصن بالهروب من اليابان، حيث كان ينتظر المحاكمة.
يشار إلى أنه ليس بين لبنان، الذي نشأ فيه غصن ويحمل جنسيته، واليابان، معاهدة تسليم مطلوبين، وليس واضحا المسار الذي ستتبعه الحكومة اليابانية في مفاوضاتها الدبلوماسية.