الحريري يعلن استقالته بـ”بشكل مفاجئ” من الرياض

أحد, 05/11/2017 - 03:56

اعلن رئيس الحكومة سعد الحريري، اليوم السبت، بشكل مفاجئ خلال تواجده في السعودية استقالته من منصبه حاملاً على إيران وحزب الله بشكل أساسي، ومعبرا عن خشيته من التعرض للاغتيال.

وقال الحريري  في خطاب بثته قناة “العربية” السعودية وهاجم فيه إيران وحزب الله اللبناني “أعلن استقالتي من رئاسة الحكومة اللبنانية”، واصفا ما يعيشه لبنان حاليا بما كان سائدا ما قبل اغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وتحدث عن أجواء “في الخفاء” لاستهدافه أيضاً.

واتهم الحريري إيران بـ”زراعة الفتن”، و”التسبب بالدمار الذي حل بالدول العربية التي تدخلت فيها”.

هجوم على إيران وحزب الله 

وأضاف: “أريد أن أقول لإيران وأتباعها أنهم خاسرون، وستقطع الأيادي التي امتدت إلى الدول العربية بالسوء، وسيرتد الشر إلى أهله”.
وأعرب الحريري عن رفضه لتحول بلاده “منطلقًا لتهديد أمن المنطقة”، و”استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين”.
وأوضح: “حزب الله استطاع خلال العقود الماضية فرض أمر واقع في لبنان بقوة سلاحه الموجه إلى صدور السوريين واللبنانيين”.

وتابع: “لقد عاهدتكم أن أسعى لوحدة اللبنانيين وإنهاء الانقسام السياسي، وترسيخ مبدأ النأي بالنفس، وقد لقيت في سبيل ذلك أذىً وترفعت عن الرد في سبيل الشعب اللبناني.. هناك حالة إحباط وتشرذم وانقسامات، وتغليب للمصالح الخاصة على العامة، وتكوين لعداوات ليس لنا طائل منها”.
وشدد رئيس الحكومة المستقيل أن البلاد تشهد أجواء شبيهة بتلك “التي سادت قبل اغتيال (والده) الرئيس (رئيس الحكومة الأسبق) الشهيد رفيق الحريري”، وأضاف: “لمست ما يحاك سرًا لاستهداف حياتي”.
وقال “إني أعلن استقالتي من رئاسة الحكومة اللبنانية، مع يقيني أن إرادة اللبنانيين أقوى، وسيكونون قادرين على التغلب على الوصاية من الداخل والخارج”.

زيارتان للسعودية خلال 5 أيام ولقاء بولي العهد

وكان الحريري قد غادر بيروت، أمس الجمعة، متوجهًا الى المملكة العربية السعودية، في زيارة هي الثانية خلال خمسة أيام. والتقى بولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبمسؤولين كبار آخرين.
وتأتي الزيارة بعد لقائه، أمس، في بيروت، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي.
وتولى الحريري مهام منصبه في ديسمبر/كانون أول 2016، في إطار تسوية بين مختلف التيارات لإخراج البلاد من أزمتها السياسية المستمرة منذ سنوات.
يشار أن الرجل شغل المنصب سابقًا بين عامي 2009 و2011، ويقود حزب تيار المستقبل منذ عام 2005، خلفًا لوالده الراحل رفيق الحريري، الذي اغتيل في تفجير بالعاصمة اللبنانية.

وقالت قناة الجديد التلفزيونية ومقرها بيروت إن بيان الحريري أُعد وأُذيع من العاصمة السعودية الرياض.

ونقل تلفزيون “المنار” التابع لحزب الله، عن الرئيس اللبناني ميشيل عون قوله “ننتظر عودة الحريري للاطلاع على ظروف الاستقالة”، و أن “مكتب الحريري اتصل من خارج لبنان لإعلان نبأ الاستقالة”.

جنبلاط: لبنان أكثر من ضعيف ليتحمل أعباء استقالة الحريري

من جهته قال رئيس الحزب الاشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط، اليوم السبت، أن لبنان “أكثر من صغير وضعيف كي يتحمل الأعباء الاقتصادية والسياسية لاستقالة رئيس الحكومة، سعد الحريري”.

وأضاف “جنبلاط”، في تغريدة عبر “تويتر”: “كنت وسأبقى من دعاة الحوار بين السعودية وإيران”، في تلميح إلى وقوف الخلافات بين البلدين وراء استقالة الحريري، التي أعلن عنها في وقت سابق اليوم.

وتابع: “مهما كانت الصعوبات، فإن التضحية من أجل الحد الأدنى من الوفاق والحوار يجب أن تكون الأساس، من أجل لبنان”.
وتعليقًا على إشارة الحريري، في خطاب استقالته، إلى وجود مساعٍ لاستهدافه، قال جنبلاط إن “حياة المرء مرهونة بالأقدار”.

تراشق بين طهران والرياض عقب استقالة “الحريري”

وقد أشعل إعلان الحريري، من الرياض استقالته تراشقًا في التصريحات بين الرياض وطهران.
ففي تغريدة له عبر “تويتر”، قال وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان: “أيدي الغدر والعدوان يجب أن تبتر”، في تأكيد على تصريح مشابه ورد في خطاب استقالة الحريري، ضد إيران وحزب الله.
والثلاثاء الماضي، التقى الحريري والسبهان في الرياض، بعد يومين من تصريحات للأخير، أعرب فيها عن “استغرابه” إزاء “صمت الحكومة اللبنانية تجاه ممارسات حزب الله”.
من جانبه، اعتبر مستشار وزير الخارجية الإيراني حسين شيخ الإسلام، اليوم السبت، أن الاستقالة “جاءت بترتيب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، من أجل توتير الوضع في لبنان والمنطقة”.
وأضاف، بحسب وكالة “مهر” الإيرانية، أن الاستقالة “قرار سعودي واضح لمواجهة حزب الله”.
وتابع: “نتمنى لو أن الحريري احترم عزة الشعب اللبناني، وحافظ عليها، بتقديم استقالته من لبنان، وليس من دولة أخرى”.
وشدد على أن “استقالة الحريري جاءت بترتيب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان من أجل توتير الوضع في لبنان والمنطقة”.
وأعلن الحريري عن استقالته في خطاب متلفز من السعودية، وأرجعها إلى مساعي إيران “خطف لبنان”، وفرض “الوصاية” عليه، بعد تمكن “حزب الله فرض أمر واقع بقوة سلاحه”.

قوى الأمن اللبناني: ليس لدينا معطيات حول إحباط محاولة لاغتيال الحريري

وقالت مديرية قوى الأمن الداخلي في لبنان، السبت، إنها ليست مصدر الأنباء المتداولة حول إحباط محاولة لاغتيال رئيس الوزراء (المستقيل) سعد الحريري وليس لديها معطيات حول ذلك.
وأوضحت في بيان بحسب “الأناضول” أن ما يتم تداوله “عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية حول قيام شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بإحباط محاولة لاغتيال، الحريري، غير صادر عن الشعبة”.
وأضافت المديرية أنها “ليست مصدر هذه الأنباء وليس لديها أي معطيات حول ذلك فاقتضى التوضيح”. كانت فضائية “العربية” السعودية قالت، في وقت سابق اليوم، إنه تم إحباط مخطط لاغتيال الحريري في بيروت، عبر تعطيل أبراج المراقبة أثناء تحرك موكبه، دون تفاصيل.