لم نكن نملك فأصبحنا نملك

سبت, 01/08/2020 - 08:14
  • لم نكن نملك أي شيء فأصبحا نملك كل شيء.
  • لم نكن نملك نظاما للحالة المدنية فأصبحنا نملك نظاما بيومتريا، تجسد في "الوكالة الوطنية للوثائق المؤمنة "، بعد أن كان جواز سفرنا يباع لك من هب ودب بثمن بخس دراهم معدودة.
  • لم نكن نملك القدرة على حماية حدودنا، فأصبحنا نملك جيشا قويا وحديثا، يساهم في حفظ السلم الدولي، بعد أن كنا الحلقة الأضعف في المنطقة.
  • لم نكن نملك كهرباء ، فأصبحنا نملك محطات كبيرة لإنتاج الطاقة، كالمحطة المزدوجة شمال العاصمة،  ومحطة الطاقة الشمسية في توجنين، بالإضافة إلي محطة الطاقة الهوائية في بلنوار،  بعد أن كانت الانقطاعات اليومية تثقل كاهلنا.
  • لم نكن نملك مصدرا للماء الصالح للشرب،  فأصبنا نملك مشاريع عملاقة، كمشروع آفطوط الساحلي، ومشروع آفطوط الشرقي، بالإضافة إلي مشروع اظهر، بعد أن كان شبح العطش يهددنا.
  • لم نكن نملك مطارا فأصبحا نملك "أم التونسي" وملحقاته، بعد أن كنا نملك هيكلا أشبه ما يكون بحظيرة دجاج.
  • لم نكن نملك خطوطا جوية، فأصبحا نملك أسطولا من الطائرات الحديثة يعد الأكبر من نوعيه في غرب إفريقيا، بعد أن كنا نعتمد على غيرنا في سفرنا إلي الخارج.
  • لم نكن نملك أيادي وطنية تعمل في قطاع الصيد التقليدي، فأصبحنا نملك مراكز تكوين، تخرج مئات الصيادين سنويا، بعد أن كان هذا القطاع حكرا على غيرنا.
  • لم نكن نملك القدرة علي تنظيم مباراة لكرة القدم، فأصبحنا نملك أحسن فريق لكرة القدم على مستوي القارة، بعد أن دبغت الهزائم جلودنا.
  • لم نكن نملك وسيلة لشفط مياه الأمطار، فأصبحنا نملك شبكة صرف صحي حديثة، بعد أن كانت المياه تغمر أجزاء معتبرة من أحياء عاصمتنا.
  • لم نكن نملك مرافق صحية، فأصبحنا نملك مستشفيات كبيرة،  كمستشفى أمراض القلب ، ومستشفى الأنكولوجيا، ومستشفى أمراض الكبد، بالإضافة إلي المستشفى متعددة التخصصات في نواذيب، بعد أن كان مرضانا يموتون لأتفه الأسباب.
  • لم نكن نملك مؤسسات للتعليم العالي، فأصبحا نملك جامعة نواكشوط العصرية، و كلية الطب، والمدرسة العليا متعددة التقنيات، هذا بالإضافة إلي جامعة العلوم الإسلامية في لعيون، بعد أن سلبت الهجرة البلد خيرة طلابه.
  • لم نكن نملك مؤسسات للتعليم الأساسي و الثانوي، فأصبحنا نملك المدارس النموذجية للتعليم الأساسي، وثانويات الامتياز، بعد أن كنا نملك هياكل يعود بعضها إلي حقبة الاستعمار، والبعض الأخر إلي حقبة ما قبل التاريخ.
  • لم نكن نملك مؤسسات لتعليم علوم الدين، فأصحنا نملك جامعة العلوم الإسلامية في لعيون، والمحظرة الشنقيطية الكبرى في أكجوجت ، بعد أن كان الشارع مآل أجيال من طلاب محاظرنا.
  • لم نكن نملك مؤسسات إعلامية لنشر علوم الدين، فأصبحا نملك إذاعة القرآن الكريم وقناة المحظرة، بعد أن انتشر الإلحاد والتطرف في صفوف أبنائنا.
  • لم نكن نملك القدرة علي لعب دور سياسي، دولي أو إقليمي، فأصبحنا نملك دبلوماسية نشطة، جعلت من بلدنا محط أنظار العالم، ولاعب سياسي دولي لا يمكن تجاوزه، الشيء الذي مكننا من استضافة القمتين، العربية و الإفريقية، بالإضافة إلي قمة الدول الخمس لمجموعة الساحل، بعد أن كنا كالحاضر الغائب، الذي إذا حضر لا يستشار، وإذا غاب لا يسأل عنه.
  • لم نكن نملك منشئات خدمية، فأصبحنا نملك قصر المؤتمرات (المرابطون)، وسلسلة فنادق حديثة، بعد أن كنا نعجز عن تنظيم قمة مصغرة على مستوى وزراء خارجية.
  • لم نكن نملك بنية تحتية طرقية، فأصبحنا نملك شبكة طرق عصرية، بعد أن كنا نملك أشياء مقعرة أشبه ما تكون بشرائح الجبنة السويسرية.
  • لم نكن نملك أن نكون، فأصبحنا نملك أن نكون، بعد أن كان يراد لنا ألا نكون.

 

سيدي أمبارك ببات

[email protected]