الفيتو المزدوج الروسي الصين يقتل مشروع قرار لفرض عقوبات على أشخاص وكيانات سورية

ثلاثاء, 28/02/2017 - 18:44

 إستخدم كل من المندوب الروسي، فلاديمير سافرونكوف، والمندوب الصيني لو جايي،  الفيتو ضد مشروع قرار كان، لو إعتمد، سيفرض سلة من العقوبات على 11 شخصية أمنية وعسكرية سورية وعشرة كيانات ومؤسسات سورية متهمة باستخدام الأسلحة الكيميائية ثلاث مرات عامي 2014 و 2015 في محافظة إدلب وهي: قميناس وسرمين وتلمنس.  كما يشمل مشروع القرار الذي يضم 37 فقرة حظر إستيراد وتزويد الجيش السوري بالمروحيات وغيرها من المعدات المرتبطة باستخدام الأسلحة الكيميائة. أما الهجوم الرابع في مايع الذي جاء على ذكره تقرير آلية التحقيق المشتركة التي إنشئت بموجب قرار مجلس الأمن 2235 الصادر عام 2015 فقد ثبت لدى الفريق أن تنظيم الدولة “داعش” كان وراء إستخدام غاز الخردل الكبريتي.

وقد صوت إلى جانب مشروع القرار الذي أدرج تحت الفصل السابع 9 مندوبين  وصوت ضده ثلاثة مندوبين من بينهم دولتان تتمتعان بعضوية دائمة، روسيا والصين، بالإضافة إلى بوليفيا كما صوتت ثلاثة دول ب “إمتناع″ هي مصر وكازاخستان وإثيوبيا.

وقد دعا السفير الفرنسي فرنسوا دي لاتر قبل التصويت إلى تحمل المجلس لمسؤولياته التاريخية كما نص على ذلك القرار 2118 الذي نص على إستخدام الفصل السابع في حالة إستخدام الأسلحة الكيميائية أيا كان مستخدمها.  ويجب ألا يتأخر المجلس في إستخدام صلاحياته لارسال رسالة واضحة لمستخدمي هذا السلاح مفادها بأن المجلس لن يتسامح معهم وإذا لم نفعل ذلك نكون قد تخلينا عن مسؤولياتنا. فماذا ننتظر إذا لم نقم بهذه المسؤولية. وإذا لم نتمكن من القيام بهذه المسؤولية فإن فرنسا ستستمر في المحاولة.

السفير البريطاني ماثيو رايكروفت قال إن الوقت قد حان لاتخاذ قرار للقيام بعمل. ومسؤولية المجلس أن يحققوا العدالة لعشرات ومئات الضحايا. وقال يتمنى على جميع أعضاء المجلس أن يرفعوا أياديهم للتصويت الإيجابي.

وقالت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة، بعد التصويت نيكي هيلي، إن الموقفين الروسي والصيني أمر غريب وعير معقول لأن الدولتين صوتتا إلى جانب إنشاء الآلية للتأكد من هوية مستخدمي الأسلحة الكيميائية.  وقد تأكدت الآلية أن نظام الأسد قد إستخدم السلاح الكيميائي ثلاث مرات بينما إستخدم “داعش” السلاح مرة واحدة.  الحقيقة أن روسيا لا تريد إنتقاد حليفها نظام الأسد.  الرسالة تقول إذا كنت حليفا لروسيا والصين يمكن أن تستخدم السلاح الكيميائي. وقالت كان علينا أن نتحرك بسرعة أكبر. إن الفشل في إعتماد القرار يعني أن المجلس يمر في يوم أسود لأنه فشل أن يحمي الأطفال والأبرياء وهم يموتون بسبب الأسلحة الكيميائية التي يستخدمها النظام. الولايات المتحدة من جهتها ستتابع فرض عقوبات على الأشخاص والكيانات المرفقة بمشروع القرار.

المندوب الروسي من جهته قال معلقا على إستخدام الفيتو إن ستة من الأعضاء لم يؤيدوه ألا يستحق إذن أن نعيد النظر في مشروع القرار.  لقد كنا قد أثرنا تسؤلات في التقريرين الثالث والرابع لآلية التحقيق.  الآلية نفسها قالت إنها لم تتوصل إلى إثباتات ملموسة وقطعية. كما طالبت دمشق أن تكون جزءا من التحقيق إلا أنها رفضت. كما أن تركيبة الآلية منحازة لجهة جغرافية محددة ولا تتمتع بالتنوع الجغرافي. كما أن قرار التحقيق ينص على إبلاغ دمشق بكافة النتائج أولا بأول إلا أن هذا لم يحدث.

وكانت آلية التحقيق المشتركة المكونة من خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة،  قد أجرت تحقيقا حول إستخدام الأسلحة الكيميائة تسع مرات إستطاعت أن تتحقق من أربعة منها.  وقالت الآلية في تقريرها إن الحكومة السورية رفضت لغاية الآن تسليمها أسماء الضباط المسؤولين عن تلك الافعال، وأماكن عملهم في القواعد الجوية.

 وقد تضمن مشروع القرار ملحقا بالأسماء التالية التي أدرجها تقرير الآلية المشتركة وتعتبرهم مسؤولين عن الهجمات:

عمرو أرمنازي، وهو المدير العام لمركز الدراسات والبحوث العلمية. العميد غسان عباس والعقيد محمد بلال وبيان البيطار وهو مدير عام مؤسسة الصناعات التقنية ومرتبط بالمؤسسة التابعة لوزارة الدفاع السورية والتي تساعد على إنتاج الأسلحة الكيميائية لفائدة النظام السوري، والعقيد سهيل حسن الحسن، واللواء جميل حسن، واللواء ساجي جميل درويش، والعميد محمد إبراهيم، والعميد بديع معلا، واللواء طلال شفيق مخلوف، واللواء أحمد بلول.

وحسب منطوق مشروع القرار، يجب إحضار المسؤولين عن هذه الجرائم أمام العدالة.

وحسب ما جاء في تقرير قدمته رئيسة الآلية المشتركة، فرجينا غامبا، في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي فان فريـق القيـادة، أقر أن القـوات المسـلحة العربيـة السورية شاركت في استخدام المواد الكيميائية كأسـلحة وأن طـائرات الهليكـوبتر التابعـة لها قد استخدمت لإلقاء براميـل متفجـرة في تلـك الحـالات الـثلاث.  وحـدد الفريق أيضـا أن القاعـدتين الجويتين في حماة وحميميم، اللتين تسيطر عليهما الحكومة، هما القاعـدتان الجويتـان اللتـان إنطلقت منها طائرات الهليكوبتر لتنفيذ الهجمات.

وفيما يتعلق بالحادث الـذي وقـع في مـارع، فقد أقر فريـق التحقيق أن تنظيم “داعش”هو الذي قام به واسـتخدم فيـه عـدة قذائف مدفعية مملوءة بالخردل الكبريتي، الذي هو سلاح كيميائي.