من البوزكشي بأفغانستان إلى جلسات الشاي بموريتانيا

خميس, 26/11/2015 - 17:48

معاناة سكان جزيرة مادا في تركيا، ولعبة البوزكشي المشهورة في أفغانستان، وولع الموريتانيين بشرب الشاي؛ هي مواضيع تناولتها حلقة "مراسلو الجزيرة". يقول سكان جزيرة مادا إنهم" أيتام منسيون وسط بحيرة". إنها بحيرة "باي شهير" القابعة في حضن جبال طوروس في تركيا، والتي تعد أكبر بحيرة مياه عذبة، وتحتوي على 33 جزيرة تشكل أكبر محمية طبيعية في البلاد.

وجزيرة مادا الواقعة بين محافظتي قونيا وإسبرطة هي الجزيرة الوحيدة التي تقع في بحيرة ويسكنها بشر، ورغم أنها توصف بأنها من أجمل مناطق تركيا، فإن سكانها يعانون من عدة مشاكل. يقطن في الجزيرة ثلاثمائة شخص، يعيشون أوضاعا معيشية صعبة، ولكن أهم مشكلاتهم تكمن في عدم توفر وسيلة نقل آمنة من أجل تحركاتهم. ويقول عمر غورار مختار قرية غيديكلي، وهي الأقرب إلى الجزيرة وتتبعها إداريا، إن الأمور زادت تعقيدا بعد قرار وضع البحيرة ضمن المحميات الطبيعية. البوزكشي ومن تركيا إلى أفغانستان، حيث لعبة البوزكشي التي تتمتع بشعبية كبيرة في أفغانستان، وتقام لها منافسة أسبوعية في مدينة مزار شريف بمشاركة ثلاثمائة شخص من مختلف الفئات، فلا فرق بين الغني والفقير في هذه اللعبة. وتبدو البوزكشي مثل لعبة البولو المشهورة، إلا أن للأمير الحق في المشاركة بالعدد الذي يشاء من الفرسان، كما يمكنه تغيير الخيل والفرسان والدخول في أي لحظة من زمن المنافسة الذي عادة ما يتجاوز أربع ساعات. ولا توجد قوانين تحكم هذه اللعبة، كما أنها تكثر في فصل الربيع. يملك حاج مقيم، وهو من وجهاء مزار شريف، عشرات الأحصنة المدربة على خوض مسابقة  البوزكشي، وهو نفسه كان قد تعلم هذه اللعبة منذ صغره ويحرص على تعليمها أبناءه، لأنه يريد أن يحافظ عليها كنوع من هوية بلاده أفغانستان.   جلسات الشاي أما موريتانيا، فإن هويتها تظهر في الشاي الذي جلبه التجار قديما من الصين، لكن الموريتانيين منحوه هوية خاصة بهم، وهو يعد عنوان الكرم والضيافة لديهم، وهو ملهم الشعراء والفنانين. ويحضر الشاي في كل الجلسات بما في ذلك الولائم والأعراس، وله طقوس خاصة، حيث تشرب منه ثلاث كؤوس خلال الجلسة الواحدة، وتحرص الفنانة الموريتانية مونى بنت دندني على أن يكون الشاي مصاحبا لجلسة الطرب التي تقدمها، وتتولى تحضيره على الفحم وعلى نار هادئة، مع نعناع طازج بطبيعة الحال. وتتغنى المطربة بالشاي، وتقول كلمات إحدى أغنياتها إن الشاي لا يقدر بثمن. ويوجد في موريتانيا سوق خاص بالشاي، ويتزايد الإقبال على شرائه وشراء الأواني الفخمة الخاصة باستعماله رغم أسعارها المرتفعة.