دعوة لأردوغان وبوتين لوقف التصعيد

سبت, 28/11/2015 - 10:29

يتزايد التوتر بين روسيا وتركيا في أعقاب إسقاط أنقرة المقاتلة الروسية التي اخترقت المجال الجوي التركي من الجهة السورية، وسط الخشية من انعكاسات التصعيد بين الدولتين على الجهود الدولية لمواجهة التهديدات التي يمثلها تنظيم الدولة الإسلامية.
هذه هي الأبعاد التي تناولت من خلالها صحف بريطانية وأميركية الأزمة المتفاقمة بين موسكو وأنقرة، مما حدا ببعض الصحف إلى دعوة الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين إلى وقف التراشق الإعلامي بين الطرفين، بهدف التركيز على إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة.
فقد دعت صحيفة تايمز البريطانية الزعيمين التركي والروسي إلى ضرورة وقف الحرب الكلامية الدائرة بينهما، وقالت إن العلاقة السياسية التي ربطت بين الرئيس أردوغان والرئيس بوتين تعد حالة شاذة بالنسبة للعلاقة التاريخية بين الأتراك والروس.
وحذرت الصحيفة من اندلاع حرب جديدة بين الأتراك والروس، ودعت الطرفين إلى التوقف عن استخدام سياسة حافة الهاوية، وذلك خشية وقوع اشتباكات بين الطرفين تؤدي إلى عواقب عالمية وخيمة.

إمبراطوريتان
وأشارت إلى أن الإمبراطوريتين التركية والروسية كانتا دائما على طرفي نقيض منذ القرن الـ17 الميلادي، وأن سوريا والعراق أصبحا في الوقت الراهن ساحتي اختبار لصراعات قديمة متجددة ومتعددة.
وأوضحت أن تركيا ملتزمة بالإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، لكن روسيا ترمي بكل ثقلها العسكري في دعم الطاغية السوري، وأضافت أنه ينبغي للطرفين كبح جماح التصعيد الراهن الناتج عن حادثة المقاتلة الروسية سوخوي 24 التي أسقطتها أنقرة بسبب اختراقها الأجواء التركية.
وحذرت الصحيفة من أي تطورات جديدة قد تنشأ بين تركيا وروسيا، وقالت إن تركيا تعد ثاني أكبر قوة في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأضافت أنه في حال إقدام أنقرة على إغلاق مضيق البوسفور أو مضيق إسطنبول أمام السفن الروسية بدعوى أنها تنقل البضائع إلى نظام الأسد، فإن تلك الخطوة تعد تصعيدا خطيرا.
وأضافت أن إقدام موسكو على نصب منظومة صواريخ "أس 400" المتطورة المضادة للطائرات في قاعدة حميميم العسكرية قرب اللاذقية في سوريا يعد أيضا خطوة خطيرة من جانب روسيا تهدف إلى منع الطائرات التركية من دخول المجال الجوي السوري، ولكنها في الوقت نفسه تشكل خطرا على طائرات التحالف الدولي.
وأشارت إلى أن التصعيد من جانب روسيا بهذا الشكل يعني توقف تركيا عن أن تكون عضوا فاعلا في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة.
من جانبها، أشارت صحيفة ذي ديلي تلغراف في افتتاحيتها إلى الحاجة إلى توحيد الموقف بين روسيا وتركيا بشأن الأزمة السورية، وقالت إن حادثة إسقاط المقاتلة الروسية كشفت عن مخاطر التحرك الروسي في سوريا من جانب واحد، وأكدت ضرورة تنسيق الجهود الدولية في هذا المجال.
وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إلى تزايد التوتر بين الجانبين الروسي والتركي، وأضافت أن روسيا اتخذت حزمة من الإجراءات التصعيدية ضد تركيا، ومن بينها فرض موسكو العديد من العقوبات الاقتصادية على أنقرة.