موريتانيا والحاجة إلى "أنياب تنين" سياسي جديد

ثلاثاء, 23/06/2020 - 10:43

في القاموس العسكري تستخدم عبارة "نظرة الألف ياردة" أو تحديقة الألفي ياردة غالبًا، لوصف النظرة الفارغة، غير المركزة للجنود الذين انفصلوا عاطفياً عن الأهوال المحيطة بهم. كما تستخدم أحيانًا لوصف نظرة الانفصال عن الواقع بين ضحايا الأنواع الأخرى من الصدمات.

ويمكننا في المجال السياسي الموريتاني أن نطلقه على بقايا النظام الماضي ممن أجمع الإعلام والشارع الموريتانيين على فسادهم، وتم الاحتفاظ بهم رغم انفصالهم عاطفيا عن قمة نظامهم الراحل ورغم سوء إدارتهم السابقة، لتبقى مسألة الابقاء عليهم -ضمن التشكلة الجديدة- لغزا غامضا أعيى المحللين السياسيين وحيرهم.

إن اللغة العسكرية تستخدم مصطلح "العمق الاستراتيجي" لوصف المناطق الفاصلة بين خطوط القتال على الجبهة من جهة، وبين المدن الكبرى، والمناطق ذات الثقل السكاني والصناعي للدولة... أما في لغة السياسة فإن "العمق الاستراتيجي" يعني العمل على كسب ثقة الشعب والحصول على الأصوات الانتخابية بمختلف الطرق القانونية.

أما اقتصادياً فهو تحديد مواطن القوة والضعف في مناطق الاستثمار، بالتعامل مع الازمات والاتجاه مع مناطق القوة في الازمات. و موريتانيا إذ تمر بمرحلة جديدة تشهد تحديات صحية وأمنية واقتصادية وتنموية... فإن الساحة الوطنية والاقليمية تحتاج إلى الأخذ بعين الاعتبار، ضرورة العمل على خطط جديدة، لتحصين اللحمة الوطنية والحد من الاستهتار بقوانين البلد وتطبيقها حرفيا.

فعلا جميل أن يمر على موريتانيا عام من الهدوء للاختبار وإعادة ترتيب الأوراق. ولكن من يريد تغيير حقيقيا شاملا، لابد أن يستعد جيدا ويبادر للهجوم، قبل أن يتحول إلى فريسة وشماعة يعلق عليها الجميع خيباتهم. كما على المعارضين للفساد أن يستعدوا لأنه كما يقول المثل الإفريقي: "عندما تتصارع الأفيال لا تسأل عن العشب والأشجار الصغيرة".

إن الابقاء على الأشواك في مسار الصالحين المصلحين خطأ وخطأ كبير جدا. لأنه " لا شيء أكثر إهانة من افتقاد جوابٍ لاذع في مواجهة جارحة". كما يقول الفنان "ميلان كونديرا".

والسؤال المحرج المطروح هو:

فلماذا لم يسجنوا فاسدا واحدا رغم كثرة الأدلة والبراهين؟!!!

إذا ستمرت السنوات الأربعة المتبقية على حكم الرئيس الموريتاني المنتخب محمد ولد الشيخ محمد أحمد الغزواني، على نفس النحو، فسيتم تقييم تلك المرحلة وتتم مقارنته بمن سبقوه من الرؤساء الفاشلين الذين هزمهم الفساد الداخلي. وكما يقال: الفاشل ليس من يقع في الفشل؛ إنما الفاشل من يقع فيه ثم يرتضيه.

فهل ستشهد موريتانيا تغييرا حقيقيا، يرى فيه الجميع ذواتهم خصوصا من تم ظلمهم وغبنهم في الماضية.

أم أن عجلة التدوير ستبقى تلوك نفس الأشخاص والوجوه المشهود لهم بالفشل والفساد؟

سنرى

من صفحة الناشط الموريتاني الدد الشيخ ابراهيم على الموقع الاجتماعي فيسبوك