الموريتانيون يبكون حسن نصر الله ويؤكدون أن الابتلاء سيزيد المقاومة ثباتاً 

اثنين, 30/09/2024 - 07:29

بكى الموريتانيون ساسة ومدونين وأحزاباً، الشهيد حسن نصر الله الأمين العام ل«حزب الله» اللبناني الذي اغتالته إسرائيل يوم الجمعة باستخدام أطنان من المتفجرات في استهداف لمركز قيادة «حزب الله» في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وغطى العشرات من مدوني موريتانيا بروفايلات صفحاتهم بدوائر سوداء وبصور للشهيد حسن، وتساءل المئات منهم «عما ستؤول إليه الأمور بعد اغتيال سيد المقاومة؟ وهل سيكون له خليفة في مستوى كارزميته وقوته في الحق؟
وفرقت الشرطة الموريتانية بالقوة، مساء السبت، وقفة طلابية نظمها نشطاء المبادرة الطلابية الموريتانية لمناهضة الاختراق الصهيوني أمام السفارة الأمريكية احتجاجاً على مقتل حسن نصر الله وعلى «العدوان الإسرائيلي الأمريكي على فلسطين ولبنان» وأوقفت الشرطة عدداً من المشاركين في التظاهرة بينهم نائب مسؤول الإعلام في المبادرة، وذلك حماية لمقر السفارة، حسبما ذكره عنصر أمني.
وأكد نشطاء المبادرة في شعارات رددوها «أن تظاهرتهم تأتي استنكاراً للجرائم التي مازال يرتكبها الكيان الصهيوني بحق إخواننا في غــزة وتنديداً بالعدوان على لبنان وفلسطين، واحتجاجاً على تصامم العالم الرسمي، واستمرار دعم الولايات المتحدة للكـيان المجرم».
وأكدة تيار «الوحدويون الناصريون في موريتانيا» في بيان نعى فيه حسن نصر الله «أن الشعب العربي والأمة الإسلامية، فقدوا يوم الجمعة السابع والعشرين من سبتمبر أيلول 2024، قائداً فذاً ومجاهداً كبيراً قل نظراؤه».
ودان البيان بأشد العبارات ما وصفه بالعدوان «الصهيوني البربري البشع على أمتنا وشعبنا في فلسطين ولبنان، وما رافقه من اغتيالات جبانة كشفت مزيداً من جرم هذا العدو وجبنه وحشيته وشعوره بالهزيمة والعجز عن كسر إرادة الثبات والمقاومة والتحدي في هذه الأمة الصابرة المناضلة».
واستنكر الناصريون ما اعتبروه «التورط الأمريكي والغربي المكشوف في دعم العدوان على أمتنا وتشجيع العدو على جرائمه من خلال تمويله وتسليحه والدفاع عنه في مختلف المحافل والمنظمات الدولية، ناهيكم عن التواطؤ العربي الرسمي المكشوف والمخزي».
وختم البيان بالقول: «وكلنا ثقة أن هذا الابتلاء لن يزيد قوى المقاومة إلا ثباتاً وإصراراً على مواصلة الجهاد المقدس حتى تحرير كامل أرضنا المغتصبة في فلسطين والجولان وجنوب لبنان».
ونعى حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (محسوب على الإخوان) من سماه «القائد البطل الأمين العام ل«حزب الله» حسن نصر الله» مُديناً بأشد عبارات الشجب عملية اغتياله.
ووصف الحزب في بيان له، عملية اغتيال القائد حسن نصر الله بـ «الغادرة» مضيفاً أن «الشهيد حسن نصر الله ارتقى رفقة مجموعة من إخوانه في ساحة الكرامة بعدما ساومه الصهاينة وحلفاؤهم على فك الارتباط بالمجاهدين في معركة طوفان الأقصى المباركة».
وتقدم الحزب بخالص التعازي والمواساة إلى قيادة «حزب الله» وإلى الشعب اللبناني الشقيق وإلى قوى المقاومة الإسلامية في لبنان وفي فلسطين.
وأكد «تضامنه الكامل مع الشعب اللبناني والمقاومة في هذا المصاب الجلل» مشيراً إلى أنه «لن يزيد المجاهدين إلا ثباتاً وإصراراً على المضي قدماً على هذا الطريق اللاحب إثخاناً في هذ العدو الذي أهلك الحرث والنسل ودمر بيوت الله وقتل الأطفال وعاث في الأرض فسادا».
وفي بيان آخر، أدان حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني عملية اغتيال الأمين العام ل«حزب الله» حسن نصر الله ورفاقه القادة، مُعلناً «تضامنه الكامل مع الحزب في هذه الظرفية الحساسة».
وجدد «تضامنه المطلق مع الشعبين اللبناني والفلسطيني ضد العدوان الصهيوني» داعياً «لوقف حرب الإبادة المستمرة منذ سنة تقريباً».
وعزى الحزب المقاومة وعلى رأسها حماس و«حزب الله» في «رحيل أحد أهم قادة معركة تحرير فلسطين والقدس» الذي وصفه «بالمقاتل الشرس في معركة الشرف في سبيل الحق والحرية والكرامة».
وأضاف «أن عملية الاغتيال جاءت بعد أيام من عدوان شرس على لبنان أدى لاستشهاد مئات اللبنانيين وتشريد مئات الآلاف منهم وكذلك بعد قرابة السنة من حرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني على الأهل في غزة».
وعزى حزب الوحدة والتنمية الموريتاني في استشهاد الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، ومجموعة من قادة المقاومة الإسلامية.
وأدان في بيان له ما وصفه بـ «العمل الوحشي الذي يرتكبه الكيان الغاصب المجرم الإرهابي» مشدداً على أن «هذه الجريمة لن تضعف المقاومة أبداً، بل ستوحد صفوفها». وأكد الحزب «أن استشهاد نصر الله سيساهم في سقوط الكيان الصهيوني المزيف» مضيفاً «أنه أبان عن عنجهيته ووحشيته وبربريته وعدم احترامه للقوانين الدولية والأعراف المتعامل بها عالمياً».
وضمن عشرات التدوينات المتوجعة على اغتيال الشهيد حسن نصر الله، كتب المفكر الإسلامي الموريتاني البارز محمد جميل منصور، رئيس حزب جبهة المواطنة والعدالة: «تباً للنفس الطائفي، وبعداً لمن يرى بعقل قاصر، وعوض الله «حزب الله» والمقاومة كلها عن هذا الفقد الكبير، ورحم السيد حسن الذي عاش يغيظ أعداء الله، وقضى شهيداً على يد الصهاينة الغاصبين، كان إذا خاطب أثر، وإذا قرر مضى غير هياب، وإذا هدد نفذ».
وأضاف: «سيُذكر سماحة السيد في سجل القادة الكبار في أمتهم، بل في العالم كله، تقبل الله أبا هادي في الصالحين، ورزقه الجنة في عليين، وكان الله في عون أمته ومحوره ومقاومته وحزبه من بعده».
وقال: «عجيب عندي حديث البعض عن «حزب الله» اللبناني وإيران، وأعجب منه الانشغال بالموضوع الطائفي والسؤال الآن عن الشيعة وانحرافاتهم وبدعهم؛ فالمعركة الدائرة اليوم في فلسطين ولبنان هي معركة مصيرية للأمة، يتحدد اتجاه سهمها على ضوئها إن في صعود سيتبعه صعود إن شاء الله، وإن في هبوط لا قدر الله، سيسر به العدو وتابعوه بغير إحسان».
وزاد: «في اللحظات الصعبة يتميز الكبار ويظهر معدن من ينتمي للأمة كل الأمة، وتبرز حقيقة أسرى الجزئيات، والمقاربات الطائفية المقيتة».

نواكشوط ـ «القدس العربي»: