
تميزت الفترة الماضية من عهدة اللجنة الدائمة لميثاق لحراطين، بفترات كان فيها الانجازات وربما الاخفاقات، ومع ذلك، فقد استطعنا في الميثاق من تحقيق انجازات كبير، سواء منها على المستوي الميداني او الفكري.
كما تميزت هذه الفتر بوجود نظام محمد ولد الشيخ الغزواني الذي عكست بعض سياساته اتجاه لحراطين العودة بهم الى الماضي المؤلم.
وفي هذا التقرير نستذكر معكم بعضا من المحطات التي مر بها لميثاق خلال فترته الماضية.
- وقف الميثاق الى جانب اصحاب المظالم من حراس تفرغ زينة، وتضامن مع سجناء اركيز، واصدر عدة وثائق تاريخية تشخص الواقع السيء الذي الذي يعيش فيه لحراطين.
ومن اهم تجلياته:
ففي المجـــال السياسي
فالواقع اليوم تؤكد مسطرة التعيينات الأسبوعية في مجلس الوزراء أن لحراطين و الشرائح المغبونة والمهمشة والمحرومة بقيت محرومة من التعينات سواء السياسية أو الإدارية أو الدبلوماسية أو العسكرية والأمنية.
وبدي واضحا أن تقاسم كعكة التعيينات يتم بين أبناء شيوخ القبائل والأسر الأرستقراطية والشخصيات النافذة، أما أبناء الطبقات المحرومة والشعبية التي يشكل لحراطين غالبيتها العظمى فقد بقي حظهم من هذه التعيبنات هو الفتات الذي يتم بطريقة خجولة وتافهة ولا تعبر بالطبع عن الحجم الديموغرافي لهم.
وقد سجلنا في ميثاق الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للحراطين عدم ارتياحنا لسياسة الغبن والتهميش والحرمان من التعينات السياسية والإدارية والدبلوماسية المسلطة على فئات وقطاعات واسعة من شعبنا.
اما في المجال الاقتصادي
على الرغم من السياسات والبرامج الاقتصادية والخطط التي أعلن عنها نظام ولد الغزواني, مثل برامج مندوبية التآزر وخطة الإقلاع الاقتصادي وبرنامج أولوياتي وما تلا ذلك من مساعدات وهبات حصلت عليها الدولة الموريتانية من بعض المانحين، لم ينعكس اثرها الاقتصادي على المواطن، واستمر تدني القوة الشرائية له، وتصاعد منحنى البطالة والارتفاع الجنوني للأسعار والهجرة، وخاصة في الأرياف وآدوابه والمناطق الهشة حيث التواجد الديمغرافي الكبير للحراطين وترسخ شتى صور أشكال هدر الكرامة والاستعباد الحديث.
وفي المجال الاجتماعي
فقد ظلت سيسات نظام ولد الغزواني ناقصة وخجولة عن مواجهة ممارسات الظلم المستشرية ضد الفئات الهشة وفي مقدمتهم الحراطين، والمتجسدة في طحنهم بآلة الارتفاع الجنوني للأسعار وصعوبة المعيشة، وانسداد الأفق وانعدام فرص التشغيل، فضلا عن انعدام الشفافية والعدالة في معظم البرامج الاجتماعية الموجهة لهم واستفحال خطر الجريمة في صفوف أبنائهم، بالإضافة إلى حرمان الآلاف من الأسر من حق الأوراق المدنية.
ــ في المجال العقاري: بالرغم من التعهدات والوعود الحكومية بحل المشكل العقاري، فلم يقدم النظام خطوات جدية وملموسة في سبيل تسوية هذا الملف بل إن اعتقال وسجن الضحايا يبعث على التشكيك بتواطؤ الجهات الحكومية مع الملاك التقليديين الذين يتصرفون بكل غطرسة وتعنت مستعينين بالسلطات على تشديد الخناق على السكان المحليين للحيلولة دون استفادتهم من الأراضي التي تشكل مصدر رزقهم الوحيد.
ــ في مجال الأوراق الثبوتية: لا يزال حرمان سكان الهامش والفئات الهشة وخصوصا الحراطين من الأوراق المدنية ووضع كل العقبات هو القاعدة الثابتة، مع ما لتداعيات ذلك من خطر على السلم الأهلي والاجتماعي.
ــ التعليم : يستمر التعليم بعد مضي سنتين على حكم ولد الغزواني في قيام المدرسة برسالة معاكسة تماما لرسالتها، فبدل أن تكون وسيلة لإزالة الفوارق، أضحت وسيلة لإعادة إنتاج الواقع الاجتماعي الظالم وتكريس الفوارق الطبقية القائمة، ونتج عن هذا الوضع المدوي مدرسة عمومية برأسين، مدرسة ذات جودة نسبية لأبناء الحظوة الاجتماعية كثانوية الامتياز والثانوية العسكرية، و مدارس عمومية تعاني من الاكتظاظ وغياب المدرسين وترهل البنية التربوية ، لأبناء الطبقات المحرومة التي يشكل الحراطين غالبيتها؛ الأمر الذي أدى إلى فشل مريع في تعليم أبناء الطبقات المهمشة وبالأخص شريحة الحراطين ما انعكس سلبا على حصول أبناء هذه الطبقات على تعليم لائق تتوفر فيه معايير النوعية والجودة.
لا يخفي عليكم اننا اليوم نجتمع لتنصيب لجنة دائمة للميثاق، لتحمل راية النضال لتحقيق الحقوق للحراطين والطبقات الهشة، كما تدركون ان تلك الامور التي تنالوناها في هذا التقرير تشكل تحديات لكم، وفي نفس الوقت اهدافا لمعالجتها حتى يتم تحقيق العدل بين ابناء البلد.
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ
والسلام عليكم ورحم الله وبركاته