إبراهيم الذهلي.. رحالة إماراتي في قلب التاريخ الموريتاني

جمعة, 23/05/2025 - 22:36

في إطار اهتمامه العميق بالتراث العربي والإسلامي، قام الرحالة والكاتب الإماراتي إبراهيم الذهلي بزيارة ميدانية إلى مدينة شنقيط التاريخية في شمال موريتانيا، والتي تعد من أبرز الحواضر العلمية والثقافية في غرب إفريقيا، وواحدة من المدن المصنفة على قائمة التراث العالمي لدى «اليونسكو». تُعرف شنقيط بلقب «مدينة العلماء»، إذ كانت منذ القرون الوسطى مركزاً علمياً بارزاً يقصده طلاب العلم من أنحاء المنطقة، وتحتضن مكتباتها القديمة آلاف المخطوطات النادرة في الفقه، والتاريخ، والفلك، والطب.
وأولى الرحالة إبراهيم الذهلي اهتماماً خاصاً بهذه المكتبات، فوثق المخطوطات والتقى العائلات التي توارثت مهمة حفظ هذا الإرث الثقافي العظيم.
كذلك، التقى الذهلي خلال زيارته عدداً من المسؤولين المحليين في ولاية آدرار. وتضمن برنامج زيارته جولة ميدانية في المدينة القديمة، شملت زيارة المسجد العتيق، ومكتبات المخطوطات، وعدد من البيوت التاريخية التي رممت في إطار جهود حفظ التراث.
كما شارك الذهلي في لقاء مع مثقفين ومؤرخين محليين نظم في دار الثقافة بشنقيط، حيث دار نقاش حول أهمية إعادة إحياء الدور الثقافي للمدينة وربطها مجدداً بالعالم العربي من خلال مبادرات ثقافية وسياحية.
تعكس هذه الجولة اهتماماً إماراتياً متزايداً بتوثيق التراث العربي والإسلامي في العالم، وتأكيداً للروابط الثقافية العميقة. وأشار الذهلي إلى أن شنقيط تمثل نموذجاً حياً لمدن عربية حافظت على طابعها الأصيل، برغم تغيرات الزمن، بما في ذلك العمارة الطينية التقليدية، والمساجد القديمة، ومجالس العلم المفتوحة.
«مدينة تأسر القلب والعقل» وقال إبراهيم الذهلي عن زيارته الأولى لشنقيط: «لم أتوقع أن أجد هذا الكم من الجمال التاريخي والروحي في مدينة واحدة. شنقيط تأسر القلب والعقل، فهي ليست مجرد مدينة، بل ذاكرة حيّة للحضارة العربية والإسلامية في إفريقيا. هذه زيارتي الأولى لها كرحالة، لكنها لن تكون الأخيرة».
وأوضح الذهلي أنه يعمل على إعداد مادة مرئية ومكتوبة توثق هذه الزيارة، ضمن مشروعه الواسع لتوثيق المدن العربية التاريخية.
زيارة الرحالة الإماراتي إبراهيم الذهلي إلى شنقيط ليست مجرد محطة سياحية، بل هي رسالة ثقافية عميقة تعكس أهمية الحوار بين الحضارات، والتواصل مع الجذور الثقافية للأمة العربية. وهي أيضاً دعوة مفتوحة للعرب لإعادة اكتشاف كنوزهم المنسية، والإسهام في حفظها للأجيال القادمة