اتفاق حول تطوير مشترك لحقل بير الله الغازي على الساحل الموريتاني

أربعاء, 02/07/2025 - 12:35

 قطعت الحكومتان الموريتانية والجزائرية خطوة جديدة في مسار تعزيز تعاونهما في مجال الطاقة، حيث وقعت شركة «سوناطراك» الجزائرية، اتفاقاً مع الشركة الموريتانية للمحروقات، يهدف إلى ضبط وضمان سرية تبادل البيانات الفنية المتعلقة بحقل بير الله الغازي الموريتاني.
ويحضر الاتفاق المذكور لدراسة إمكانيات تطوير مشتركة لحقل بير الله، أحد أهم الاكتشافات الغازية على الساحل الإفريقي والذي يُقدر احتياطيه بأكثر من 80 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.
ويقع حقل بير الله، في الحوض البحري الموريتاني، ويستقطب اهتمامًا متزايدًا من كبريات شركات الطاقة العالمية نظراً لحجمه وموقعه الاستراتيجي.
ويندرج الاتفاق في إطار تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بين الطرفين في يناير 2025، والتي تشمل مجالات واسعة من التعاون في قطاع الطاقة بينها الاستكشاف، والتخزين، وتوزيع المحروقات، إضافة إلى محور خاص بالتكوين.
ويندرج توقيع الاتفاق المذكور في إطار زيارة عمل يؤديها إلى موريتانيا المدير العام لشركة سوناطراك، رشيد حشيشي، وهي أكبر شركة نفطية في أفريقيا والـ 12 عالمياً.

ضمن تعزيز التعاون بين موريتانيا والجزائر

وشهدت الزيارة اجتماعات عمل مكثفة بين مسؤولي الشركة الموريتانية للمحروقات، ووفد شركة سوناطراك، تركزت حول بحث فرص الاستثمار المشترك وتوسيع التعاون في سلاسل القيمة المتعلقة بالنفط والغاز، بما يشمل الإنتاج والخدمات والتكوين.
وقام وفد سوناطراك بزيارة ميدانية إلى القاعدة اللوجستية النفطية لمشروع حقل آحميم لإنتاج الغاز المشترك بين موريتانيا والسنغال، والتي تديرها شركة «سبكو الموريتانية للصناعات»، والواقعة بالمنطقة المينائية بنواكشوط.
وتدخل زيارة الوفد الجزائري في إطار تعزيز التعاون الثنائي بين موريتانيا والجزائر في مجالات الطاقة والكهرباء، كما تدخل أيضًا في إطار تبادل الخبرات بين الشركة الموريتانية للمحروقات ومجموعة سوناطراك ودراسة فرص الاستثمار المشترك.
ومكنت الزيارة الطرفين من بحث آفاق التعاون المشترك واستعراض التقدم المحقق في تنفيذ مذكرات التفاهم، وتحديد أولويات التعاون في مجال التكوين ونقل الخبرات؛ وعبّر الطرفان الموريتاني والجزائري عن ارتياحهما لمستوى التنسيق القائم، وتطابق الرؤى حول أهمية تعميق الشراكة الثنائية بما يخدم مصالح البلدين.
والتقى رئيس الوفد الجزائري رشيد حشيشي بالوزير الأول الموريتاني المختار ولد اجاي، كما قابل وزير البترول والمعادن والطاقة الموريتاني محمد ولد خالد، حيث بحث الطرفان سبل تسريع تنفيذ اتفاق يناير 2025، خاصة ما يتعلق منه بإنشاء شركة مختلطة لتوزيع وتسويق المنتجات البترولية في موريتانيا.
وأكد حشيشي في نهاية اللقاءات «أن اجتماعاته مع المسؤولين الموريتانيين كانت مفيدة جداً، وأضاف «أن الشراكة بين سوناطراك والشركة الموريتانية للمحروقات تسير وفق مخططنا، والفائدة ستعود على كل الأطراف».
وفي جانب التكوين، أوضح حشيشي أن عددًا من مهندسي الشركة الموريتانية للمحروقات بدأوا بالفعل تكوينهم في معهد البترول التابع لسوناطراك، مشيرًا إلى استعداد الشركة لاحتضان مزيد من الكفاءات الموريتانية في وحداتها الصناعية لدعم نقل الخبرات وتعزيز القدرات الوطنية.
ويأتي هذا التعاون في وقت تسعى فيه موريتانيا لتطوير استغلال ثروتها الغازية وتحسين قدراتها اللوجستية والبشرية، بالتوازي مع توجه الجزائر نحو توسيع حضورها الإقليمي في قطاع الطاقة، خصوصًا في غرب إفريقيا.
هذا، ويرى مراقبو هذا الشأن أن الجزائر وموريتانيا قطعتا خطوات متقدمة نحو بناء شراكة استراتيجية في قطاع الطاقة، تستند إلى المصالح المتبادلة والرغبة في تعميق التعاون الثنائي على أسس عملية ومستدامة.
ويُشير هؤلاء إلى أن هذا التقارب يأتي ضمن سياسة موريتانيا الهادفة إلى تنويع شراكاتها الإقليمية، حيث تسير بالتوازي في تعزيز علاقاتها مع الجزائر من جهة، ومع المملكة المغربية من جهة أخرى، في مقاربة متوازنة تُراعي خصوصيات الجوار وتغلب منطق التنمية والتكامل على حساب الاصطفاف السياسي