صحفي موريتاني يُوقّع في «أصيلة» رواية حول رحلة والده إلى الحج

أحد, 28/09/2025 - 17:49

وقّع الكاتب الصحفي الموريتاني عبد الله ولد محمدي، اليوم الأحد، في أصيلة، كتابه الجديد "رحلة الحج على خطى الجد"، وذلك ضمن فعاليات موسمها الثقافي الدولي الـ46، في دورته الخريفية.

وتميز الحفل، الذي احتضنه رواق محمد بن عيسى للفنون الجميلة في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، بحضور عدد من المثقفين والإعلاميين والفنانين.

ويستعيد ولد محمدي في كتابه الجديد، بعد نحو 130 سنة، الوقائع والمشاهدات التي أحاطت برحلة بحرية قام بها العلامة الشنقيطي محمد فال بن باب العلوي، سنة 1889، إلى مصر والحجاز.

محمد فال بن باب العلوي، العالم الشنقيطي البارز، هو شخصية علمية وروحية مؤثرة في زمنه. ولد في منطقة شنقيط (موريتانيا الحالية)، وكان معروفًا بشغفه بالعلم والمعرفة، ما دفعه إلى خوض تجربة الحج، التي لم تكن مجرد رحلة دينية، بل فرصة لاستكشاف العالم الإسلامي والتفاعل مع ثقافات مختلفة. فقد كان رجل علم ودين. لذلك، انعكست خلفيته العلمية في أسلوب حياته وحتى في تفاصيل رحلته إلى الحجاز.

ورغم صعوبة السفر في تلك الحقبة، اختار خوض هذه المغامرة لإثراء روحه وتعميق إيمانه، ما جعله نموذجًا للعالم المتواضع الملتزم برسالته الروحية.

جاءت الرواية  في 239 صفحة من القطع الوسط، وتوزعتها  فصول وعناوين جاءت وفية لطبيعة ومسار رحلة الحج وما طبعها من وقائع ومشاهدات.

تستعيد رحلة بطل الرواية إلى الحج محطات من تاريخ وجغرافية شاسعة، بين بر وبحر، في رحلة ذهاب وإياب، تمتد بين موريتانيا والسنغال والمغرب ومصر والحجاز، يعيد فيها الكاتب رسم معالم الماضي، مع كثير من الشوق والحنين إلى أيام وشخصيات في فضاءات شهدت، مع مرور الوقت، تحولات عميقة.

وتحدث الروائي والناقد المغربي أحمد المديني خلال حفل التوقيع عن ثلاثة أبعاد في الرواية، أولها خصوصيتها في إطار أدب الرحلة وطابع التوثيق في الرواية بمرور جده في المدن التي زارها وكتب ما دل على هذه الرحلة.

أما البعد الثاني فهو البعد السيري لجده في علاقته بالجد، والبعد الثالث هو قدرة الكاتب على دمج الشخصي داخل رؤية سردية 

وأكد مؤلف الرواية عبد الله ولد محمدي أن الرواية تستعيد رحلة الحج ومروره في مدن عديدة، وأشار إلى أنه حاول الحفاظ على طابعها التوثيقي.

ونوه بالرواية لأنها تجمع بين متعة السفر وسحر السرد، عبر استعادة أحداث ووقائع تاريخية وشخصيات متعددة كان لها حضورها في حياة الجد أو تقاطعت معها في سياق رحلة الحج، وذكر بأنه يخصص فصولا للحديث عن لقاءات جرت في أكثر من بلد ومدينة، بينها تلك التي جرت في الرباط وفاس، والتي تميزت بالاستقبال الذي خصص للجد من طرف سلطان المغرب، الحسن الأول.

وذكر الإعلامي المغربي عبّد الاله تهاني بأن الرواية تجمع حديث الحفيد عن نفسه وعن جده، في آن، ضمن خيط ناظم ينتصر لدفء العائلة والقيم التي تحملهاوتمثلها. عن الذي مضى وعن الحاضر، في تحولاته المتسارعة التي غيرت كثيرا من الأمور والأحوال، بداية من وسيلة السفر، وكيف كانت، وصولا إلى ما كان يميز العلاقات بين الأفراد والجماعات داخل المجتمع، بشكل تبرز معه، بشكل سلس، مشاعر التضامن ومعاني التعلق بأواصر القرابة في أرقى معانيها. 

كما تدور أحداثها، ذهابا وإيابا، انطلاقا من موريتانيا، وصولا إلى الحجاز، مرورا بالسنغال ومصر والمغرب، وشدد على التماهي بين رحلة الجد وحاضر الحفيد.

وقال إن "ذكريات الجد محفورة في الذاكرة تنبض بالحياة، رغم أن رحلته  كانت  متعبة استغرقت شهورا من العناء، ولاقى صاحبها الكثير من المحن كغيره من الحجاج، لكنها محن لا تساوي شيئا أمام ما أحس به من راحة بعد أن أدى واجبه الديني".

مؤلف الرواية كاتب صحفي موريتاني متخصص في الشؤون الإفريقية، سبق له أن أصدر مؤلفات متنوعة المواضيع، تتراوح بين الكتابة الإبداعية والتوثيق لتجربة غنية على مستوى مهنة المتاعب، بينها "تومبكتو وأخواتها .. أطلال مدن الملح ومخطوطات" (2015)، ورواية "طيور النبع" (2017)، و"يوميات صحفي بإفريقيا.. وجوه وانقلابات وحروب" (2017)، و"المغرب وأفريقيا: رؤية ملك" (2019) و"شهود زمن.. صداقات في دروب الصحافة" (2022). كما كانت له مشاركات في كتب جماعية، على غرار "الرسائل المغربية" (2016)، و"الرسائل الخليجية" (2021)، فضلا عن مساهمات في حقل الترجمة على علاقة بتجربته الإعلامية التي حاور خلالها عددا من قادة الدول، ومن ذلك ترجمته لمذكرات الرئيس السنغالي السابق ماكي صال