فرنسا.. الأمن والقضاء في قفص الاتهام

خميس, 28/07/2016 - 09:10

أثار توالي الهجمات الإرهابية في فرنسا، التساؤلات والشكوك بشأن قدرة الأمن والقضاء على التصدي للمتطرفين، لاسيما أن بعض منفدي الهجمات كانون تحت المراقبة الأمنية بسبب ملفات تطرف.

ويستند منتقدو سياسة الأمن والقضاء في مكافحة الإرهاب إلى كون عدد من الضالعين في الهجمات بفرنسا، أشخاصا تم رصدهم مسبقا، أو معتقلين سجنوا ثم أطلق سراحهم في وقت لاحق، كما هو حال عادل كرميش، الذي قام إلى جانب مسلح آخر، بذبح قس في الثمانينات من عمره، شمال غربي البلاد.

وتم إطلاق سراح كرميش، بعد 10 أشهر قضاها في السجن، على خلفية محاولته مرتين المغادرة صوب سوريا، إذ اكتفى القضاء بوضع سوار تعقب إلكتروني في يده لتقييد حركته زمانيا ومكانيا.

وذكرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية أن تمتع المتورطين في قضايا الإرهاب أو المشتبه فيهم بالسراح المشروط، بات موضع مساءلة، على اعتبار أنه أفسح المجال أمام عدد من العناصر المتشددة لتنفيذ هجمات مروعة.

وبحسب المصدر ذاته، فإن من أصل 285 شخصا يجري التحقيق معهم في قضايا إرهاب، حاليا، بفرنسا، يقبع 264 متهما داخل السجن، أي أن 93 في المئة من المشتبه فيهم قيد الاعتقال.

في المقابل، لا يتجاوز عدد المعتقلين خلال فترة التحقيق في جرائم الحق العام، 20 في المئة، من إجمالي المتهمين، وهو ما يعني أن ثمة ثغرات أخرى أتاحت للمتشددين أن يعبثوا بأمن البلاد، لا السراح المشروط فقط.

ويؤكد وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازينوف، أن كل ما يمكن القيام به في إطار دولة القانون تم فعله، متوقعا إجراءات أخرى لكنها لن تكون ضد جوهر الدولة القانوني، بحسب قوله.

لكن شن هجمات إرهابية من قبل ما بات يعرف بـ"الذئاب المنفردة"، يشكل تحديا كبيرا بحسب متابعين فرنسيين، ذلك أنه يصعب ضبط أشخاص يخططون وينفذون لوحدهم لا في نطاق جماعات، فكرميش مثلا، شارك في ذبح القس، خلال فترة الصباح التي يسمح له بالخروج فيها.

ومما يزيد الأمور تعقيدا، لجوء متشددين إلى أساليب غير تقليدية لتنفيذ هجماتهم، مثل هجوم نيس الذي استعان منفذه بشاحنة دهس بها العشرات، فيما هاجم مسلحان الكنيسة وذبحا قسها بسكاكين بوسع أي كان أن يعثر عليها، أي أن الخطر لم يعد محصورا فقط في الحصول على أسلحة أو أحزمة ناسفة.

ودافعت مديرة هيئة التفتيش العامة للشرطة الوطنية في فرنسا، دومينيك فاجيت، عن الأمن، قائلة إن عناصره تحركوا بصورة سليمة يوم هجوم نيس، فالاحتفالات كانت ستجري في ظروف عادية، بحسب قولها، ولم تكن مسبوقة بتهديدات إرهابية.