ايرا" : التهدئة والانفتاح يوجدان في حالة خطر

خميس, 19/05/2022 - 10:21

 

موريتانيا: الكيل بمكيالين بغية إثارة الفتنة

قصاصة تنبيهية

 

1-منذ أسبوع، يتحرك على شبكات التواصل الاجتماعي تسجيل مصور يطالب فيه السيد خطري ولد اجّه وهو ممتهن للعمالة و الوشاية، بسجن النائب بيرام الداه اعبيد والسيد صمبه تيام زعيم القوى التقدمية للتغيير (أفلام سابقا). المشهد، المستفز للغاية، يثير السخط في الأوساط المحرومة، خاصة المنحدرين من لحراطين أي العبيد السود من أصول جنوب-الصحراء. بعض من الشباب المنحدرين من هذه البيئة أساءوا ردة الفعل على هذا الخطاب الجارح لأن صاحبه أهان مجموعة الحراطين الذين يعتبرهم عالة على مثله من الناس و محجورين عن دفع الدية.

 

2-في سياق هذا الانفلات الكلامي الرجعي، كان رد الشاب محمد يسلم، المولود في روصو سنة 1985، على تصريحات المعني الذي فند ادعاءاته وحججه واتهاماته وتحريضه على العنف تجاه الفئات الدنيا. وفي يوم السبت 14 مايو، عند الساعة العاشرة ضحًى، اعتُقل محمد يسلم من قبل عناصر من مفوضية الميناء 3 (بإحدى بلديات العاصمة الشهيرات). وبقي فيها 24 ساعة، قبل نقله إلى مكان مجهول، حسب والده الذي بحث عنه في كل مكان.

 

3-في يوم الأحد 15 مايو، هاتف المعتقل، بأمر من مختطفيه، والدَه وأخبره بوجوده في مفوضية شرطة تفرغ زينه 1 (حي راق بالعاصمة). وطلب منه أن يُحضٍر له هاتفه (للنبش فيه من طرف الشرطة) وثيابا يستبدل بها ثيابه. وفي الوهلة الأولى، رفض وكلاء الشرطة اللقاء بين الإبن ووالده قبل أن يعيدوا النظر في قرارهم ويقبلوا اللقاء بحضورهم. وعندما عاد الوالد حاملا الطعام لابنه رفض الوكلاء استلامه منه.

 

4-وبات محمد يسلم، الذي أنجبته عائلة من أصول مسترقة، قابعا في السجن بسبب أفكاره وأحلامه في التحرر، بينما بات المنتقَد، المنحدر من أسرة إقطاعية، في منأى عن المتابعة، بالرغم من قذاعة تصريحاته. يبدو، في موريتانيا، أن تعريف التطرف والدعوة للكراهية لا يشمل غير التصريحات المنسوبة للفئات المستصغرة. أما باقي السكان فيُعتبرون في منجاة وفوق قوانين التمييز والوصم. وفي القريب العاجل، إذا تأكد هذا المنحى، فإن الاحتجاج على الرق والعنصرية سيصبح جريمة بحد ذاته.

 

5-في مواجهة التوترات المتنامية، التي تتشبث بها الفصائل المتعصبة في السلطة، فإن التهدئة والانفتاح الذيْن نادى بهما رئيس الجمهورية منذ تناوب 2019، يوجدان في حالة خطر. فالانسجام في البلاد لا يتوقف عن التدهور، بيد أن غياب الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة يجعلان المواطنين في مواجهة خطر حقيقي بمن فيهم أولئك القاطنون على الحدود الشمالية والشرقية. هذا القدر الكبير من تسيير الهواة للسياسات العمومية، والشهادات المزورة، والتعيينات المحابية، ومنح الصفقات للأعيان دون وجه حق، غذى وصان الوقاحة والركاكة القابعتين في قلب الدولة. ومن أجل أن تبقى وتتجذر وتدعي حتى أنها مفيدة، فإن الطبقة المخوفة من القادة الموريتانيين تحتاج إلى إثارة التوترات على أساس من الهوية. وهكذا تجعل قمة الإدارة رهينة لديها كما هو حال مرؤوسيها وجانبا معتبرا من الرأي العام. وليس من المستبعد أن تحضّر القوى الظلامية لزعزعة الاستقرار على نطاق واسع، وهو ما ننبه عليه هنا رئيس الجمهورية ومعاونيه المقربين. ويتوجه التنبيه أيضا إلى كافة النواب ومنظمات المجتمع المدني.

 

نواكشوط بتاريخ 17 مايو 2022

المكتب التنفيذي