
انطلقت اليوم الاثنين بقصر المؤتمرات في نواكشوط فعاليات المؤتمر الدولي للذكاء الاصطناعي، الذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، تحت الرعاية السامية لمعالي الوزير الاول السيد المختار ولد اجاي، و بالتعاون مع وزارات التربية وإصلاح النظام التعليمي، والتحول الرقمي وعصرنة الإدارة، والصيد والبنى التحتية المينائية، وبشراكة استراتيجية مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، واتحاد مجالس البحث العلمي العربية.
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، وتوفير منصة علمية لتبادل الخبرات والمعارف بين الباحثين والخبراء في المجال، إضافة إلى تشجيع التعاون بين القطاعين العام والخاص في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومناقشة الأطر القانونية والأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية.
وسيتناول المشاركون، خلال يومين العديد من المحاور، كتوظيف الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مجالات الاقتصاد الرقمي، والتعليم العالي والبحث العلمي ، والاستثمار والأعمال ،إضافة إلى عرض الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي وتنظيم طاولة مستديرة حولها.
وفي كلمة له بالمناسبة أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد يعقوب ولد امين على أهمية هذا الحدث باعتباره يشكّل لحظة مفصلية في مسيرة بلادنا نحو اقتصاد المعرفة والتحول الرقمي الشامل، مضيفا أن الذكاء الاصطناعي غير وجه العالم وأصبح رافعة استراتيجية لقطاعات أساسية كالتعليم والصحة والزراعة والإدارة والصناعة، حيث نشهد اليوم دخوله بشكل غير مسبوق مدرجات الجامعات ومختبرات البحث العلمي وأنظمة تشخيص الأمراض، ومجالات مراقبة وحماية المحاصيل الزراعية، والعديد من الخدمات العمومية.
وقال إن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جعلت من الذكاء الاصطناعي محورًا رئيسيًا في سياساتها، من خلال توجيه استراتيجيتها القطاعية نحو إطلاق برامج تكوين نوعية، من بينها مسارات ماستر مهنية وبحثية في الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات ودعم فرق البحث العلمي لتطوير تطبيقات مبتكرة ذات طابع وطني ،وتحفيز التعاون الدولي والإقليمي لنقل المعرفة وبناء القدرات، و توجيه السياسة الوطنية للقطاع بفعالية للاستفادة الكاملة من هذه الثورة الرقمية، وتحويلها إلى فرص تنموية ملموسة لصالح البلاد، وذلك تنفيذا لمحاور برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني “طموحي للوطن” المخصصة للقطاع، وعملا بتعليمات معالي الوزير الأول، السيد المختار ولد اجاي.
واشار الوزير إلى أن حضور عدد من الخبراء الدوليين المرموقين لهذه التظاهرة، و شركات عالمية رائدة تمثل منابر مهمة للمعرفة والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي يبرهن على توفير كل الضمانات اللازمة لإنجاح هذا المؤتمر، معربا عن أمله في الاستفادة من خبراتهم الواسعة ودعمهم المتواصل لتطوير قدراتنا الوطنية، وتعزيز مراكزنا البحثية، والارتقاء بمنظومتنا التعليمية والابتكارية.
وشكر الوزير كافة الجهات المشاركة في التنظيم و الشركاء على ما قدموه من دعم ومساندة للوزارة ،كما اشاد بالدور الذي قامت به لجنة التنظيم واللجان المتفرعة عنها من جهود متميزة في التحضير للمؤتمر، وما أبدته من احترافية عالية لضمان نجاح هذا الحدث العلمي.
وبدوه اشار رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر السيد، سيدي محمد ولد دادي إلى أن هذا المؤتمر يعد فرصة لتبادل الرؤى والخبرات حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتعددة في خدمة التنمية المستدامة.
وقال ان هذه التظاهرة تنعقد بجهود مشتركة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وبدعم مشكور من اتحاد مجالس البحث العلمي العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، في إطار تعاون علمي عربي ودولي يهدف إلى تعزيز قدراتنا الرقمية والعلمية.
واكد على الدور الفاعل الذي قامت به كل من وزارة التربية وإصلاح النظام التعليمي، ووزارة التحول الرقمي وعصرنة الإدارة، ووزارة الصيد والبنى التحتية البحرية والمينائية، في دعم المؤتمر والمساهمة في محاوره الحيوية، كل في مجاله.
وأشار إلى أن مؤتمر نواكشوط الدولي للذكاء الاصطناعي يشكل لحظة فارقة لتأسيس ديناميكية علمية جديدة، قائمة على الابتكار، والتعاون، واستثمار الذكاء الاصطناعي في بناء مستقبل أكثر عدلاً وتقدماً لمجتمعاتنا.
واعرب عن أمله أن يُفضي هذا المؤتمر إلى إعلان ختامي غني بالتوصيات العملية والمخرجات الملموسة، التي تمكننا من و ضع خارطة طريق وطنية لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في كافة مجالات الحياة الوطنية.
ومن جانبه ، ثمن رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري السيد إسماعيل عبد الغفار اسماعيل فرج، تنظيم هذا المؤتمر الذي تم من أجل إعداد جيل علمي متميز وقادر على توظيف الذكاء الاصطناعي في كافة مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والاقتصاد وغيره من الامور التي تهم الإنسان في حياته اليومية .
وقال إن الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري حرصت على الاستثمار في رأس المال البشري وأولت اهمية للتكامل العلمي من خلال تحديث البرامج التعليمية والعلمية ومنها الذكاء الاصطناعي.
وأشاد بالدور الذي تقوم به الدولة الموريتانية في مجال تطوير التعليم العالي والبحث العلمي.
وتميز هذا المؤتمر بالتوقيع على ثلاث اتفاقيات تعاون :
إحداها بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، التابعة للجامعة العربية، ومؤسسة الألفية للتعليم المستدام، التابعة للأمم المتحدة، من أجل تأسيس خط تجميع لإنتاج الحواسيب في موريتانيا.
والاخرى بين جامعه نواكشوط وجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا حول التوأمة بين الجامعتين.
اما اتفاقية التعاون الثالثة فهي بين المعهد العالي للرقمنة والاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري .
كما شهد المؤتمر أيضا تنظيم مسابقة للبرمجة الجامعية ومسابقة القدس المدرسية، اللتين ستضعان بإذن الله الأساس لتمكين بلدنا من الانضمام لأولمبياد المعلوماتية الدولية، وهو إنجاز سيشكل قفزة نوعية في تطوير قدرات شبابنا في مجال التكنولوجيا والبرمجة.
كما احتضن المؤتمر كذلك معرض الابتكار الذي يضم مشاريع طلابية رائدة ومعارض لشركات وطنية متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما يبرز حيوية القطاع الخاص الوطني ودوره الفاعل في دعم منظومة البحث العلمي والتطوير والابتكار.
حضر الحفل وزيري التربية وإصلاح النظام التعليمي والرقمنة وعصرنة الإدارة على التوالي هدى باباه واحمد سالم بده اتشفغ وكاتب الدولة للتعليم العالي والبحث العلمي بغينيابساو السيد جبريلو ديالو ووالي نواكشوط والعديد من مسؤولي الدوله .