العطلة ومعنى السياحة الداخلية...احمد محمود جمال أحمدو

أحد, 24/08/2025 - 17:54

لقد انطلقت مبادرة تشجيع السياحة الداخلية من نية نبيلة: ربط المسؤولين بمناطقهم الأصلية، تثمين التراث المحلي، والتعريف بالمواقع التاريخية والواحات والمناظر الطبيعية. وكان من شأن هذه الخطوة أن تعزز الارتباط بالوطن وتدعم الاقتصاد المحلي.
غير أن ما كان ينبغي أن يكون لحظة اكتشاف بسيطة وأصيلة تحول، في بعض الأحيان، إلى ممارسات استعراضية: تنقلات جماعية، تجمعات ذات طابع قبلي، وعروض إعلامية… وهي مظاهر أفرغت المبادرة من روحها الأولى. وقد رأينا، في بعض المناطق، مواطنين يجلبون عشرات الجمال أو الحيوانات لاستقبال الزوار. وإذا كانت هذه المشاهد تعبّر عن كرم الضيافة، فإنها تكشف أيضًا عن تبذير مقلق لا ينعكس إيجابًا على التنمية المحلية. مثل هذه التصرفات تذكّر بـ زمن مضى أكثر مما تعبّر عن رؤية مستقبلية.
والأصل أن العطلة تبقى اختيارًا شخصيًا: يقضيها كل فرد وفق ذوقه، وإمكاناته، وتطلعاته، سواء لاكتشاف خيرات بلده أو للراحة في محيطه الخاص. أما حين تتحول إلى التزام ضمني أو إلى تمرين على الولاء، فإنها تفقد جزءًا من قيمتها.
إن نجاح السياحة الداخلية الحقيقية لا يكون إلا عبر العفوية والحرية، بحيث يتمكن المواطنون – مسؤولين كانوا أو أشخاصًا عاديين – من لقاء وطنهم بروح الاستكشاف والفضول، بعيدًا عن الحسابات الضيقة، والتكاليف غير الضرورية، والمظاهر الاستعراضية.